تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجنون يحكي.. وعاقل يسمع.. سكر زيادة

ساخرة
الخميس 20/3/2008
عادل أبو شنب

عندما تعرفت على تلك الصبية, لأول مرة, جننت بهاكانت جميلة الجميلات, سمراء ذات قد أهيف, وبشرة صافية وعينين كحيلتين, خلقة الله جل جلاله, لم تكن تحركني الجميلات, لكن هذه دخلت إلى دمي,

وتسللت في عروقي, فصرت أسيرها لا أمسك شيئاً إلا وأراها فيه, ولا أستحسن جملة إلا إذا خرجت من بين شفتيها, ولأنني زير نساء, أو هكذا يلقبني أصدقائي, حاولت إغراءها بشتى الوسائل التي أعرفها, والتي تعلمتها من الكتب والحياة والأصدقاء, غير أنني فشلت, لقد كانت تصدني بلطف ولكنه صد ذكرني بسور الصين العظيم.‏

أخيراً, خيّل إلي أنها روضتني, وأنها لن تقبل تحرشاتي, ولن ترضخ لإغراءاتي إلا بطريقة واحدة هي الزواج.. فلأجرب حظي.‏

فقلت لنفسي: أأنا أتزوج? من مثل يجب أن يكون حراً, ينتقل من زهرة إلى أخرى, ومن فتاة إلى فتاة, دون هذا الرباط الذي هو قيد اسمه الزواج, فلماذا لا أتزوج لفترة حتى أحصل على الفتاة التي جننتني, ثم أطلق?‏

راقت لي الفكرة, فقررت أن أنفذها في الحال, وفاتحت والدتي في الأمر:‏

- أرجوك يا أمي, امضي واخطبي لي فتاة تدير العقل.‏

- أنت عقلك طار? لا أصدق.‏

- أرجوك يا أمي.. سأصبح مجنوناً كمجنون ليلى أهيم في الطرقات, إن لم تخطبي لي هذه الفتاة.‏

- ما اسمها?‏

- اسمها (سكر).‏

- سكر? ما هذا الاسم?‏

- إنها اسم على مسمى, لها بسمة مثل السكر.‏

وذهبت أنا ووالدتي وأختي إلى بيت سكر لأخطبها واستقبلتنا أمها بالأهلا والسهلا, ورحبت بنا, فظننت أنني وصلت إلى منتصف الطريق, وأن بيني وبين الزواج (عضة كوساية).‏

ودخلت سكر بالقهوة إلينا, فانبهرت والدتي بجمالها, وظهر في عينيها بريق كأنها كانت تقول لي: معك حق..‏

وأخذنا فناجين القهوة, كل أمسك بفنجان وراحت أمي وأختي ترشفان القهوة متلذذتين بها, وقالتا ما يفيد أن طعم القهوة صار أطيب, وأنها أحلى لأن سكر صنعتها.‏

وبدأت أرشف من فنجاني, وتملكني العجب, لقد كان مراً كالعلقم, ونظرت إلى سكر, فرأيت شبح ابتسامة على محياها. آه.. لقد نسيت ما كانت سكر قد قالت لي أثناء لقاء لي بها مرة: (إن كنت لا تريد أحداً, فاصنع له قهوة مرة واصنع للأضياف الذين معه قهوة حلوة, فهو علامة على أنك لا تريده!!).‏

لقد كان فشلي شديداً, وكنت آمل أن تشرب سكر المقلب.. فتصنع لي قهوة سكر زيادة!‏

ومجنون يحكي.. وعاقل يسمع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية