|
ساخرة ويومذاك تابع ابنه الأستاذ سمير إصدار (المضحك المبكي) حتى 29/5/.1966 والحقيقة أن إيفاء الأستاذ كحالة حقه من الحديث والتقدير يحتاج إلى صفحات كثيرة. على أن نكاته وطرائفه وخفة ظله, كانت تظهر في مجلته تلك : المضحك المبكي, أكثر مما يتجلى في مجالسه المخملية الأنيقة. وكانت مجلته تنتقد الحكومات وتهاجمها بعنف وسخرية مرة أيام الانتداب الفرنسي, بدءاً من رئىس الدولة مروراً برئىس الوزراء وكبار موظفي الدولة, ولا سيما عهد المرحوم الشيخ تاج الدين الحسني .ومن نوادره التي نشرها في (المضحك المبكي) أن رجلاً كان له ولد, لم يتوسم فيه الخير بسبب طيشه وجهله وكان دائماً يقول له: (أنت يا ولدي بحياتك ما بتصير زلمة). وترك الولد أباه بعد أن بلغ سن الرشد, وأخذ يضرب في طول البلاد وعرضها, إلى أن وصل إلى الأستانة: استانبول عاصمة العثمانيين يومئذ. وهناك جد واجتهد ودخل في سلك الوظيفة, وصدرت الإرادة الشاهانية بعد ذلك بتعيينه وزيراً في الدولة. وعندئذ تذكر العبارة التي كان والده يرددها (أنت يا ولدي بحياتك ما بتصير زلمة) وقال لنفسه لا بد من أن أدعو والدي, إلى هنا لأريه أن اعتقاده كان في غير محله. وبعد أيام أحضر الدرك والد الوزير معززاً مكرماً,والوزير تحيط به مظاهر العظمة والأبهة, فرحب الابن بأبيه أعظم ترحيب ثم قال له: - أرأيت يا سيدي الوالد أنك كنت مخطئاً باعتقادك بي? وهنا حك الأب رأسه قليلاً وقال لابنه ساخراً. - لك ابني أنا قلت لك ما بتصير وزير.. قلت لك ما بتصير زلمة. |
|