|
دين ودنيا > إذا كان مما اتفقت فيه العقيدتان المسيحية والإسلامية أن النبوة وهب لا كسب ورهن بمشيئة الله تعالى لا بمشيئة الإنسان , فإن مقام النبوة قد يغري وهذا ما حدث بعضاً من الناس أن يدّعوه , وهذا ما حذّر منه النبيّان محمد وعيسى عليهما السلام, وبيّنا للمؤمنين أنه سيأتي يوماً أناس يدّعون النبوة . > كان التعليم الديني عند اليهود من أشرف الأعمال, ولقد اتخذه البعض طريقاً للثراء, إذ كان المعلمون يحصلون على المال من تلاميذهم الذين يعلمونهم , أما المعلمون الكذبة فكانوا يحاولون جمع المزيد من المال بتشويه الحقيقة وبالمناداة بما يحب الناس سماعه لا بالحقائق وتعليمها. > كتب بطرس في رسالته الثانية: (كما كان في الشعب قديماً أنبياء دجالون كذلك سيكون بينكم أنتم معلمون دجالون, هؤلاء سيدّسون بدعاً مهلكة وينكرون السيد الذي اشتراهم لنفسه وبذلك يجلبون على أنفسهم دماراً سريعاً, وكثيرون سيسيرون وراءهم في طرق الإباحية, وبسببهم توجّه الإهانة إلى طريق الحق, وبدافع الطمع يتاجرون بكم بالأقوال المحرفة المزخرفة). > وفي الحديث: ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) وفيه (وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي). > وفي القرآن: ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) ولا شك في أن النبوات انتهت اليوم , وإنما يفيد المؤمن من هذا التحذير أن يجتنب الكذب والكذّابين والدّجل والدّجّالين الذين يزوّرون الحقائق ابتغاء عَرَض من الدنيا قليل (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً ). |
|