تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تداعيات حمصية ..

بيئة
الأربعاء 12/10/2005م
سهيلة اسماعيل

خصصت الحكومة مديريات للبيئة في كل المحافظات. وانبرت جمعيات اهلية لتبني قضايا البيئة والدفاع عنها كحمايتها والحفاظ عليها .

ونحن بذلك كأننا نفعّل البديهيات والمسلمات لكن حتى هذا الفعل اعتراه التقصير, لذلك احتاجت البيئة منا كل هذا الصخب والضجيج/ مؤتمرات - ندوات - اجتماعات - محاضرات/ وإذا انطلقنا من اصغر القضايا في حياتنا تساءلنا: هل نحن جميعا وضمن منازلنا بحاجة لمن ينبهنا ويحفزنا على تنظيفها وترتيبها وتجديد هوائها?.‏

لا أعتقد ان الاجابة بكلمة (نعم) لأن القضية تعتبر من المهام اليومية المنوطة على عاتقنا. وإلا تحولت المنازل الى مكبات للنفايات, وبالمقابل علينا ألا نكون بحاجة لمن يحثنا على الحفاظ على نظافة الشوارع مكان ذهابنا وايابنا, والحدائق ملاذنا في اوقات الضيق, نلجأ اليها وقت استراحتنا, وامكنة عملنا لأنها بيوتنا الثانية حيث نقضي فيها معظم ساعات نهارنا. والحافلات التي تقصر امامنا المسافات .‏

في أسوأ الاحوال, وإذا كنا بحاجة للتنبيه فإن مديرية واحدة للبيئة في المدينة لا تكفي, بل نحن بحاجة لواحدة في كل حي, لتقوم بتوزيع المنشورات التوعوية علينا كل صباح .‏

لقد روى لي احد الاطباء من مدينة حمص أنه عندما ذهب الى المانيا لمتابعة تحصيله العلمي, صعد ذات مرة الى احدى الحافلات لنقله الى مكان دراسته, وكان بيده ورقة صغيرة جدا فرماها في الحافلة وذلك بحكم ما اعتاد ان يفعل في بلده.‏

عندها رأته طفلة ونظرت إليه نظرة عتب واستهجان, ثم طلبت منه أن يلتقطها فاحمر خجلا من تصرفه الاخرق. وما كان منه إلا المسارعة لتصحيح الخطأ .‏

ومن يومها صار ذلك الطبيب يحافظ على نظافة كل شيء في ألمانيا كما يحافظ على نظافته الشخصية. وفي بلدنا نرمي الاوراق واعقاب السجائر, وكل ما بحوزتنا في الشارع, ونتجاهل الحاويات الموجودة , نتصرف بهذه الطريقة دون خجل, وذريعتنا جاهزة دائما, فالجميع يتصرفون هكذا, والحاويات بعيدة , وإلى ما هنالك من اعذار واهية .‏

ولن يكون محيط مدينتنا افضل من داخلها.فالقادم الى مدينة حمص من جهة الشمال الغربي, وبالتحديد قبل الوصول الى منطقة الوعر يخال ان الطبيعة انبتت ازهارا سوداء (اللون) , لكنه سرعان ما يكتشف انها عبارة عن أكياس النايلون السوداء العالقة بالاشواك الموجودة على جانبي الطريق والمنظر نفسه يتكرر في أكثر من مكان حول المدينة ..! ليشكل لوحة تسيء للنظر وللمدينة في الوقت ذاته. في تعليق لأحد المواطنين الحماصنة قال: إن افضل طريقة للحفاظ على نظافة شوارع مدينتنا هي أن يكثر المسؤولون من زيارتها, وألا تقتصر الزيارة على حي بعينه, بل تشمل كل الأحياء, لأن ذلك يجعل المسؤولين عن النظافة في مجلس المدينة يستفزون ويوظفون كل طاقاتهم لتنظيف الشوارع وتلميعها, لأننا كثيرا ما تساءلنا عن حملات نظافة مفاجئة, ثم نكتشف أن المدينة ستحظى بزيارة احدهم .فأكثر الله من زيارات المسؤولين الى المدينة وأدامهم زخرا لدعم النظافة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية