تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في يوم البيئة العربي ... بحار العرب.. بعيدة عن التنمية المستدامة ..!

بيئة
الأربعاء 12/10/2005م
يصادف في الرابع عشر من تشرين الاول من كل عام يوم البيئة العربي والذي ترعاه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية- ادارة البيئة والاسكان والتنمية المستدامة- الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة, ويحتفل هذا العام بهذه المناسبة تحت شعار:

(البحار والتنمية المستدامة)وهو الشعار المعتمد من قبل مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة في دورته 16 التي عقدت بمقر الامانة العامة للجامعة يومي 8-9/12/2004 .‏

تنفذ في هذه المناسبة انشطة احتفالية في جميع محافظات القطر ويشارك في احياء هذه المناسبة الجهات الحكومية والمنظمات الشعبية والاتحادات النقابية والجمعيات البيئية الاهلية, وتتضمن هذه الانشطة معارض بيئية وحملات نظافة وتوعية بيئية ميدانية وسباقات ولقاءات مفتوحة وندوات .‏

كما يقام مهرجان مركزي في محافظة طرطوس برعاية السيد وزير الادارة المحلية والبيئة.‏

وتشمل البيئة البحرية والبحار والمحيطات وتغطي نحو سبعين بالمائة 70% من مساحة الارض, وتتصف باتصال اجزائها وتجانس العوامل البيئية غير الحية فيها وبإستقرار درجة حرارتها على مدار السنة .‏

إن للبيئة البحرية اهمية كبيرة في نشوء الحضارات فعلى ضفاف البحر الابيض المتوسط كانت الحضارة الاسلامية في شبه الجزيرة العربية وكان نشوء اول مدينة مأهولة في التاريخ وهي مدينة دمشق, وتعد البحار العربية نقاط عبور واتصال بين المناطق البحرية في العالم وهي بحار مفتوحة .‏

تضم سواحل المتوسط العربية تجمعات حضرية وصناعية وتركز فيها حوالى 50% من سكان الدول العربية وتعد المناطق الساحلية العربية مصادر اساسية لأنشطة اقتصادية مهمة من سياحة وصيد وصناعة .‏

غير أن البيئة البحرية تعاني حاليا من اختلال في توازن نظامها نتيجة لتلوثها بمصادر متعددة منها : النفط ومخلفات السفن والانشطة الصناعية والزراعية ونواتج صرف الانهار والاودية .‏

ومثل هذا الاختلال ينعكس سلبا على البيئة البحرية ويتجلى من خلال تدمير الموائل البحرية والشعاب المرجانية وتراجع الثروة السمكية اضافة للتشويه البيئي للمناطق الساحلية نتيجة التنمية الحضرية والصناعية .‏

إن شعار يوم البيئة العربي لهذا العام يؤكد على ضرورة ربط التنمية بالبيئة والأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي ضمن الخطط التنموية لتحقيق التنمية المستدامة او التنمية القابلة للاستثمار ,خاصة وان المناطق البحرية العربية من أغنى المناطق الطبيعية .‏

من هنا لابد من صون هذه البيئة من خلال حل المشكلات الحالية او الحد منها ومنع حدوث مشكلات جديدة عبر الاستراتيجيات والخطط التي تحقق ذلك .‏

وبهدف حماية المتوسط تم التوقيع على اتفاقية برشلونة لحماية البحر الابيض المتوسط من التلوث. كما تم تنفيذ برامج عمل لحماية البيئة البحرية من التلوث من مصادر برية. اضافة لذلك كانت الخطة الزرقاء بهدف دمج النظم المائية البحرية مع حماية البيئة .‏

لابد في هذه المناسبة من التأكيد على اهمية المعارف والمعلومات في صون البيئة البحرية اضافة لتشكيل الاتجاهات الايجابية نحو هذه البيئة والتأكيد على السلوك الميداني في العمل البيئي عبر انظمة التعليم المختلفة المتمثلة التعليم النظامي ( ما تقوم به وزارتا التربية والتعليم العالي وما يبتع لهما ) والتعليم غير النظامي ( ما تقوم به وزارة الثقافة بالتنسيق والتعاون مع المنظمات الشعبية عبر برامج محو الامية وتعليم الكبار ) والتعليم اللانظامي او العرضي او مايسميه بعض العلماء بالطريق الثاني وهو كل المؤثرات الاخرى في البيئة وعلى رأسها وسائل الاعلام .‏

مع التأكيد ايضا على اهمية تضافر الجهود من اجل العمل البيئي وعلى الدور الذي يجب ان تقوم به الجمعيات البيئية الاهلية في تفعيل المجتمعات المحلية والتحفيز من اجل العمل التطوعي البيئي وتوجيه الاهتمام نحو البيئات المحلية وما تعاني منه هذه البيئات من مشكلات, اضافة للمشاركة في طرح الحلول وتنفيذها .‏

وفي النهاية يجب التأكيد على اهمية التعاون الدولي من خلال المنظمات الاقليمية والدولية من اجل حماية البيئة البحرية نظرا لما لهذه البيئة من اهمية في حياة الانسان واستمرار اجياله على سطح الارض .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية