تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل الكذب ظاهرة مرضية ?

مجتمع
الأربعاء 12/10/2005م
ياسر حمزة

يعتبر علماء النفس الكذب ظاهرة مرضية وسلوكاً اجتماعياً منبوذاً يستحق العلاج والتشخيص عندما يكون متكرراً, وعندما يستخدم بدون الحاجة اليه, أو عندما يكون كثير الشدة ويؤثر على مصلحة الفرد والمجتمع.

وهناك بعض الأنماط من الشخصيات تميل للكذب أكثر من غيرها مثل الشخصية اللااجتماعية .‏

أما المبالغة والتهويل فهي وان كانت نوعاً من انواع الكذب لكنها تأتي لسد فراغ او لتعويض نقص داخلي فيجد الانسان نفسه يبالغ كنوع من التعويض والرجل قد يكذب أكثر من المرأة لكثرة الالتزامات التي عليه والكذب يولد احساساً لدى قائله بنوع من الضغط النفسي او العصبي وهو ماينعكس على حركات جسده او أسلوب كلامه من خلال بعض الاشارات او التصرفات كامتلاء الجبين بعرق غزير وقلة استخدم حركات اليدين, وتحاشيه النظر الى الشخص الذي قبالته.‏

وفي دراسة علمية أعلن باحثون أمريكيون ان الانسان الذي يكذب دون أن يظهر عليه أي علامة ندم يعاني طبياً خللاً دماغياً.‏

وكانت دراسات سابقة أظهرت وجود نشاط كبير في منطقة مقدمة الجبهة, وهي المنطقة التي تسمح عادة بالاحساس بالندم او تأنيب الضمير لدى الكذاب.‏

وقد تمكن فريق من جامعة (كاليفورنيا ولوس انجلوس) عبر الاستعانة بصور الرنين المغناطيسي من اكتشاف اختلافات في بيئة هذه المادة الدماغية بين الكذاب المريض والافراد الطبيعيين.‏

وتمحورت دراسة الفريق الطبي على (108) متطوعين فهم (12) كاذباً (11 رجلاً وامرأة) و (16) فرداً يتميزون بشخصية معادية للمجتمع, لكنهم لا يعانون الكذب المرضي (15 رجلاً وامرأة) و (21) فرداً طبيعيين (15 رجلاً وست نساء).‏

واكتشف الباحثون وجود اختلافات في توزع المادة الرمادية والمادة البيضاء في الدماغ, اذ أن من يعانون الكذب المرضي سجلوا وجود نسبة اكبر من المادة البيضاء في منطقة مقدمة الجبهة مقارنة بالافراد المعادين للمجتمع وبالافراد الطبيعيين.‏

وبالمقابل تبين ان الكذاب المريض الذي يخدع الآخرين يتميز بوجود نسبة أقل من المادة الرمادية في منطقة مقدمة الجبهة لان الكذب يتطلب الكثير من الجهد, ويمنح وجود المادة البيضاء الكاذب كل الاسلحة الضرورية لهذا الفن المعقد في الخداع.‏

من ناحية اخرى أظهر استطلاع طريف للرأي أجرى في المانيا وشمل (1066) رجلاً ان نسبة (93) بالمائة منهم لايتورعون عن الكذب على نسائهم فيما يتعلق بما يكسبونه من أموال.‏

بينما تعتبر استراتيجية المراوغة هي الوسيلة المثلى للازواج عندما يتعلق الامر بشراء سيارة.‏

وبين الاستطلاع ان التستر على نزوات رجل آخر سبب وجيه آخر للكذب, وقد عبر اكثر من ثمانين بالمائة من الرجال عن استعدادهم للكذب من أجل التغطية على صديق خان زوجته.‏

في حين قالت سبعين بالمائة من النساء أنهن بالتأكيد سيحرص على ايصال الخبر الى الزوجة التي خانها زوجها ولو بطريقة غير مباشرة.‏

وفي المقابل أظهر الاستطلاع ان النساء الالمانيات يعلن الى الكذب عندما يتعلق الأمر بمقاس حذائهن او فساتينهن او وزنهن ليجعلن انفسهم اكثر أناقة في عين الرجل في حين ان (28) بالمائة فقط من الرجال كذبوا في هذه المواضيع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية