تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القرار الذي ننتظره

رؤية
الأربعاء 12/10/2005م
سلمان عز الدين

من المبكر الحكم على مستوى الدراما السورية في رمضان هذا العام, ولكن لا بد من التأكيد على أن موسم العرض المزدحم هذا,

يشكل مناسبة مثالية للتقييم والمراجعة والوصول إلى مؤشرات صادقة, شريطة أن يتم تجاوز المشاحنات السنوية القائمة على منطق القبلية السائد في الوسط الفني, ,وأن نتخلص من تلك الحساسية المفرطة التي تحكم علاقة الصحافة بصناع الدراما...‏

لم تعد قضية الدراما التلفزيونية محصورة في دائرة الثقافة إذ باتت تحمل أبعاداً اقتصادية واجتماعية وربما سياسية....‏

إننا أمام صناعة, صناعة حقيقية (أو هكذا يجب أن تكون) برأسمال كبير وعائدات لا بأس بها, وآلاف فرص العمل لسنا إذاً أمام أسئلة ثقافية مجردة, أو قضايا معلقة من تلك التي تحولت إلى سجالات مزمنة نسود بها الصفحة الثقافية في أوقات الفراغ.‏

المسألة هنا أكثر عملية, وبالتالي أكثر إلحاحاً. ربما يتوجب على صناع الدراما قبل غيرهم, أن يسارعوا -إثر انتهاء هذا الموسم- الى إجراء مراجعة شاملة لحساباتهم:‏

أن يدرسوا استجابة الجمهور وتوزع اهتماماته, ويدققوا أكثر في متطلبات سوق العرض ولا سيما في ضوء المنافسة المتزايدة من دول عربية أخرى...ومن ثم لا بد من الإجابة وبلا مواربة على عدد من الأسئلة الملحة:‏

هل تخطت درامانا صيغة الفورة? هل تحولت الى صناعة راسخة قابلة للديمومة..? ألم يحن الوقت لتكسر الأنماط المحددة التي علقت بها? ألا توشك أن تستنفد موضوعاتها? هل حقاً أن مشكلتنا الوحيدة تكمن في ندرة النصوص الجيدة..? هل من الطبيعي أن يحتكر ثلاثة نجوم, هم في الوقت نفسه أصحاب شركات انتاجية, أدوار البطولة المطلقة في جميع الأعمال...?‏

هل هي صحية تلك العلاقة التي تربط شركات الانتاج ببقية عناصر العمل الدرامي ..? من جهتي لا أملك إلا أن أكون متسرعاً وأستبق نهاية رمضان:‏

سيثبت ياسر العظمة أنه اتخذ قراراً حكيماً إذ قرر التوقف, وسيتبين لنا أنه كان على كثيرين غيره اتخاذ القرار نفسه بلا تردد!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية