|
بيروت لكن في الحالة اللبنانية, كل شيء يختلف, هنا يوجد مفهوم (الصيغة اللبنانية) وهي في أبهى تجلياتها (العيش المشترك) أي هو عيش.., لا حياة, ويمكننا الإختلاف على نموذج العيش إذا أخلّ أحدهم بطرف الصيغة. ومنذ الإستقلال وحتى اليوم,لأنني لاأريد الغوص في التاريخ البعيد ففيه ما يخجل كثيراً, تختل الصيغة ويهتز العيش المشترك كل بضعة عشر سنة ونضحّي بآلاف الأشخاص على مذبح التعددية الفريد, ثم نتكاذب ونتفق على زغلٍ لنفرز أمامنا مذبحة جديدة. لبنان وليد جنبلاط اليوم يختلف عن لبنان ميشال عون, ولبنان عون يختلف عن لبنان سمير جعجع الذي اعترف بعد طول أسرلة أن لبنانه الحالي من القليعات شمالا حتى الناقورة جنوبا, بعد أن أودى لبنانه السابق من المدفون شمالا حتى نهر الموت بالآلاف, وعندما يريد العودة إلى لبنانه الحالي لايجد مكاناً آمنا إلاّ في كنف عشيرته في بشري . ولبنان سعد الحريري, رغم يفاعته السياسية وكثرة مستشاريه مثل التنباك المعسّل بنكهات كثيرة, وفي أحلى تبدياته العروبية (سنيوري) لم يتوان عن غض الطرف على شتيمة حراس الأرز للسوريين واعتبارهم أسوأ من الإسرائيليين , وهو لبنان يختلف عن لبنان حزب الله .ولبنان السوريين القوميين والبعثيين يختلف عن لبنان الشيوعيين في أمور ويتفق معهم في أخرى,ولبنان حركة أمل يختلف عن لبنان حركة التوحيد ويختلف أو يتفق مع لبنانات أخرى .ولبنان سليمان فرنجية وعمر كرامي يختلف عن لبنان الأحباش ولبنان البطريرك صفير يختلف عن لبنان البطريرك المعوشي وعن لبنان المفتي قباني, لكنهما يتفقان على رفض الزواج المدني الإختياري. أحد أسباب المشكلة.. الهوية, فنحن نختلف عليها .هل لبنان عربي أو ذو وجه عربي ? طيب, إذا كان وجهه عربياً ماهي هوية قفاه, وإذا كان وجهه فرانكوفونيا أو أنكلوفونياً او فينيقياً فما هي هوية عجيزته?!!. والسبب الآخر هل لبنان وطن نهائي ?! وماذا يعني نهائي .إنه في عرف النهائيين ما سمي بلبنان الكبير. ولبنان لكل أبنائه, ومن هم هؤلاء ? المغتربون الذين يرطنون ببعض الكلمات العربية أم الذين هاجروا خلال الحرب? أم لل¯ 18 طائفة فيه و..أقفلنا الدعوة?!. وبعد كل حرب نحاول أن نلقي بأعطابنا على الآخرين بدل أن نفصفص أسباب الفتنة, فمرة الفلسطيني ومرة السوري, والأفضل أن يجتمع الإثنان معاً حتى يهب المجتمع الدولي لنجدتنا من بني جلدتنا, أما العربي البعيد في شبه جزيرته فلا ضير منه, نرسل له أغانينا الهابطة وشبابنا الذين لا عمل لهم وفضائياتنا المنافقة في رمضان وذي القعدة, وعندما يأتي ليسرّح ناظريه بضعة أسابيع في )الداون تاون) أو على رؤوس الجبال نلقمه التبولة, وعندما يغادرنا على الطائر الميمون نتندر بسذاجته. لبنان مأزوم دائماً لأن هذه (الصيغة) لا تنجب إلاّ ساسة صغار ومنافقين, لقد نافقوا للسوريين طيلة ثلاثين عاما وسينافقون لغيرهم, وهلمّ جرا, لكن كان على سورية البعثية العلمانية أن تقرأ (الصيغة اللبنانية) من منظار مختلف, بيد أنها غرقت في زواريبها بدل أن تبدّلها, حتى بات يتم اختيار البعثي وزيرا أو نائبا, ومثله السوري القومي, حسب الممكن والمتوّفر طائفيا ومناطقيا,لا حسب الكفاءة.فالموارنة للرئيس والبطريرك والسنة لرئيس الوزراء.. ووو. هكذا هو الحال بدون نفاق ورياء وتكاذب.., كل له لبنانه, ومنذ زمان بعيد قال جبران خليل جبران (لكم لبنانكم ولي لبناني) .. والآن هل يحق للرئيس السنيورة, وهو وكيل عن رئيس تيار, ورغم الثقة غير المسبوقة في البرلمان والتلاقي الكبير على ترشيحه في الإستشارات الملزمة, أن يطلع علينا قائلاً أنه باسم كل اللبنانيين يتحدث أو يطلب أو يقرر, تخينة لبنانياً مو????. * صحفي لبناني |
|