تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رأي ...أكانت السوق أو لم تكن!!لننتبه إلى تسويق المعلومة وليست هي الهدف

بورصات
الاثنين 10/9/2007
مرشد

في الوقت الذي أصبحت فيه سوق دمشق للأوراق المالية (قاب قوسين أوأدنى) من الانطلاقة, التي ستكون خلال شهر كانون الثاني أو شباط القادمين حسبما أعلنت إدارة السوق في وقت سابق,

فإن أصواتاً عديدة مازالت تعارض قيام هذه السوق, أوعلى الأقل تشكك في نجاحها.. وعلى الضفة الأخرى ثمة أصوات مؤمنة بنجاح هذه السوق ومتحمسة لها حتى النخاع.‏

ورغبة من (الثورة) في توسيع دائرة النقاشات والحوار حول هذا الحدث الاقتصادي البارز, فإننا ندعو الفعاليات الاقتصادية الرسمية والشعبية والمهتمين جميعاً للمشاركة في هذا الحوار, ونبدأ بأنفسنا في اتجاه تحريضي للنقاش وتبادل وجهات النظر عبر رأيين أحدهما (مؤيد) والآخر (معارض).‏

***‏

لست متفائلاً بأن انطلاق سوق دمشق للأوراق المالية سيكون بداية العام المقبل, لاسيما وأن ما يفصلنا عن بداية العام أشهر قلائل, ولست من المتسرعين لموعد الانطلاق بحد ذاته, باعتباره الهدف الأهم لقيام سوق أوراق مالية ثابتة وعلى أسس صحيحة.‏

عدم تفاؤلي هذا مبني على عدة معطيات قائمة أولها عدم الوضوح فيما يخص النظام الالكتروني المعتمد للسوق وثانيها عدم ارتسام صورة فنية وإدارية لسوق دمشق للأوراق المالية. إذ أن التوافق تم فيما يخص المدير التنفيذي للسوق مع صندوق النقد العربي على شخص السيد يسر برنية لتبؤ هذا الموقع لكن قراراً واضحاً في هذا الخصوص لم يتضح بعد وبرنية يقوم بزيارات ربما أسبوعية لسورية فهل ستكون الصيغة هكذا لا ندري!!‏

ما حدث بالفعل حتى الآن اختيار الموقع المؤقت لسوق دمشق في المركز الثقافي في برزة (مسبق الصنع) في المكان التي يتخذه مجلس مفوضي هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية مقراً له, إضافة الى إصدار العديد من الأنظمة مثل نظام الشفافية والإدراج والإصدار عن مجلس المفوضين.‏

على التوازي من ذلك وبين الفترة والأخرى نسمع العديد من التصريحات وعلى لسان مسؤولين حكوميين بأن انطلاق سوق دمشق للأوراق المالية سيكون بداية العام المقبل, كان آخرها ما أعلنه منذ أيام وزير المالية الدكتور محمد الحسين في مؤتمر رؤى الاصلاح المالي والضريبي بأن انطلاقة السوق ستكون أول العام, وكان غيره الكثير من المسؤولين قد حددوا ذلك.‏

وأيضاً على الخط الثالث نقوم نحن في الاعلام بنقل هذه التصريحات للناس, وهنا سيكون ربما المأزق أو الإشكال في هذا السياق يجمع العديد من الخبراء إن التوقيت بحد ذاته ليس هوالمشكلة, بل الأهم من كل ذلك بلورة سوق يقف على أرضية صلبة سواء ما يتعلق بالأنظمة الاجرائية أو الالكترونية وما يتعلق أيضاً بالكادر البشري, وكما يقال (مئة قلبة ولا غلبة) لكن هذا القول هل يصح وينطبق على إرهاصات إطلاق سوق مالية ومنذ البداية, إذ أن تناقض المعلومات والتصريحات ربما تخلق إشكالاً غير محمودة النتائج وبالأخص في إرهاصات الولادة الأولى.‏

وفي هذا نقول إن العديد من الأسواق المالية تدأب على خلق وصناعة ونشر المعلومة الدقيقة والصحيحة خوفاً من الحلول الطبيعي للاشاعة مكانها, التي كما وصفها محللون ماليون كانت من أهم الأسباب التي أدت الى بعض الانهيارات في الأسواق المالية المجاورة ومن هنا يأتي الخوف من بعض التصريحات بأن انطلاقة سوق دمشق للأوراق المالية ستكون أول العام.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية