تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الاستعداد الطبي لرمضان المبارك

درهم وقاية
الاثنين 10/9/2007
الدكتور محمد منير أبو شعر

يقرن الصيام دوماً بالصحة والعافية والراحة النفسية والروحية, وفي ذلك يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (صوموا تصحوا..) ونظرة معاصرة لهذه الحقيقة تبين مصداقية هذا القول,

إذ تسابق العلماء والفلاسفة من مسلمين وغيرهم على مر العصور واختلاف الأصقاع إلى تأكيدها بالدليل العلمي والعملي الذي لا يقبل شكاً ولا ريبة.‏

ومن المفيد أن نذكر بهذه المناسبة المباركة أنه من الأهمية بمكان الاستعداد الصحي لشهر رمضان المبارك للأصحاء والمرضى على حد سواء.. إذ ينبغي أن يعرف الناس كيفية التعامل مع الأمراض والعلاجات المترتبة على ذلك في شهر رمضان.‏

لذلك من الضرورة مراجعة المريض لطبيبه قبل الإقدام على الصيام بفترة ليست بالقليلة, إذ إننا ندرك تماماً أن الصيام قد يفيد الكثيرين, ولكنه في أحوال أخرى قد يكون ضاراً للبعض الآخر من المرضى حسب وضعهم الصحي.‏

والحقيقة لا توجد قاعدة مطلقة يمكن تطبيقها على الجميع إلا في أحوال الأمراض الحادة الصعبة التي بطبيعتها لن تمكن المرء من أن يؤدي فريضة الصيام: كالتهابات المجاري التنفسية الحادة, والالتهابات الرئوية, والإسهال الحاد, والقيء الشديد, أو الإصابة باحتشاء عضلة القلب, أو الإصابة بالجلطات الدماغية, أو ما شابه ذلك.‏

والمهم في الإقدام على الصيام هو توفر أركان السلامة التي تبعد الإنسان عن إلقاء نفسه في جرم التهكلة, وهو أمر منه عنه تماماً.‏

أما الذين يعانون من أمراض مزمنة فهم يستطيعون مناقشة الأمر مع الطبيب شريطة أن يتفهموا ويتفاعلوا بدقة مع توصياته وإرشاداته.‏

إذاً المهم في صيام رمضان المبارك هو أن يعرف المريض طبيعة مرضه, وأن يستعد له استعداداً كاملاً من خلال تنسيق شامل مع الأطباء المعالجين, والتعرف إلى أمور عديدة أولها: تأثير الصيام على مرضه, وثانيها الأعراض التي يجب أن يلتفت إليها بحيث إذا حدثت له أن يتوقف عن الصيام فوراً, وثالثاً كيفية تناول الدواء في رمضان, وهل يتعارض أخذ الدواء مع طبيعة الصيام, وهل يؤثر تحويل النظام العلاجي من النهار إلى الليل على مسيرة الإفادة من العلاج, وغير ذلك من الأمور التي يجب أن تحسم من قبل الطبيب حصراً.. لأن الطبيب هو الوحيد القادر على تقويم وضع كل مريض على حدة, وعلى وضعه ضمن المسار العلاجي المناسب لإيصاله إلى شاطئ الأمان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية