تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دعم درامي..

رؤية
شؤون ثقا فية
الاثنين 10/9/2007
ديب علي حسن

ليس من باب الحسد ولا الغيرة ولا الشهية لأن أكون من المنتجين أو الممثلين الذين أطلقوا صناعاتهم الابداعية بعد أن توحد أبناء العائلة وشكلوا شركة انتاج تفيض علينا بالتخمة الدرامية..

لا هذا ولا ذاك ولكنه لأمر عجيب لا يخطر في بال عاقل فجأة ونحن نبحث ليل نهار عن كل قرش أو ليرة يمكن أن نعثر عليها من أجل أن نسد رمقنا ونزود أطفالنا باحتياجاتهم المدرسية وها قد بدأ عامهم الدراسي..فجأة يعلن التلفزيون العربي السوري أنه بصدد مهمة رآها على رأس الأولويات الدعم المادي لشركات الانتاج الفنية وبرر ذلك بأن مؤامرة يتعرض لها هؤلاء المنتجون الذين يقدمون لنا لوحاتهم الدرامية لتكون وجبتنا الزائفة..أيعقل أن نترك رغيف الخبز والزراعة و..ونتجه الى حيث الترف..وكأننا نؤكد أن لا كرامة لكادح يعمل من أجل لقمة عيشه.. حسبة بسيطة تقول:إن الملايين سوف تدفع في مكان ما.. ليس المكان الأفضل والأمثل .‏

إلى أولئك المترفين الذين لم يكونوا ليفكروا بدعم مشروع إبداعي أو ثقافي يخدم شريحة مهما كانت صغيرة أو كبيرة من المجتمع..بل إن بعضهم رأى أن يجعل من اسمه شعارا واسما لشركته..على كل حال لا أستطيع كقارىء أو كمواطن أن أبرر مظاهر الترف التي نراها في حوارات الفنانين..من رأ ى إحداهن في (ضي القناديل) وهي تكدس المشتريات حتى ظننت أنها ستقول أرجو نقل المخزن إلى (منزلي) وكانت سبقتها زميلتها.. في إظهار الترف.. لسنا ضد ذلك وقد يكون من غير مال الإبداع لكننا عندما نسمع عن الإسراف والمبالغ التي تدفع في المسلسلات نسأل :هل علينا أن ندفع أيضا ضريبة لهم.. وماذا سنقول للفنانين التشكيليين والأدباء والمبدعين ودور النشر التي ترد بضاعتها دون أن تسوق هل نقول لهم : لا تأبهوا نحن سندفع من رغيف خبزنا وثياب أطفالنا حتى تسمن قططكم وتعمر منازلكم ونعرى نحن..?‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية