|
البقعة الساخنة وافتقاد الحكومة العراقية للسلطات والصلاحيات, وفنّد الادعاءات الأميركية حول دخول مقاتلي القاعدة إلى العراق عبر سورية, مؤكداً أن القضية الرئيسية تتمثل في الحرب على العراق وفي القرارات الخاطئة والادعاءات الكاذبة والتضليل. هذه الحقيقة الأخيرة حول القضية الرئيسية توضح كل أسباب الوضع المأساوي الرهيب الذي انتهى إليه العراق وشعبه, وتكشف عن أسباب المأزق الصعب الذي انتهت إليه إدارة المحافظين الجدد بزعامة الرئيس بوش في العراق وعلى مستوى علاقاتها الاقليمية والدولية, بقدر ما تؤكد الحقيقة نفسها بأن تجاوز العراق لوضعه المأساوي وتخطي الولايات المتحدة لمأزقها العسكري والاستراتيجي والسياسي فيه يكمنان فقط في اعتراف إدارة بوش الصريح بأنها أخطأت في الحرب على العراق وأخطأت في كل الاستراتيجيات التي اعتمدتها بعد شن الحرب, ومارست الكذب والتضليل للتغطية على إخفاقاتها , بقدر ما يكمنان في اتخاذ قرار جريء وشجاع يبنى على الاعتراف بالخطأ ويهدف إلى تصحيحه خدمة لمصالح الشعب الأميركي وحقوق الشعب العراقي واستقرار المنطقة, وذلك هو قرار الانسحاب الشامل والمجدول من العراق , والكف عن الانسياق وراء أوهام نصر مزعوم يعرف الأميركيون قبل غيرهم أنه لن يأتي مهما طال الزمن بوجودهم العسكري هناك. لولا الحرب على العراق لما قتل أكثر من مليون عراقي دون سبب سوى وجود الاحتلال وسياساته الدموية, ولما تم تهجير ملايين العراقيين إلى سورية والدول الأخرى في المنطقة وخارجها , ولما قتل وشوه آلاف الجنود الأميركيين وساءت سمعة أميركا وسياستها وعلاقاتها الدولية. إذاً, الحرب وسياسات الكذب والتضليل التي رافقتها هي القضية الرئيسية لأنها السبب في إدماء العراق وزعزعة استقرار المنطقة والسلم الدولي, والسبب في القلق الذي يساور أغلبية الأميركيين على مصير جنودهم في العراق واستقرار مصالح بلادهم وشعبهم وصورة دولتهم التي شوهها كذب المحافظين الجدد فأصبحت دولة بلا مصداقية في عيون العالم. وما لم تحل هذه القضية الرئيسية بسحب القوات الأميركية وفق جدول زمني محدد, وبوقف سياسة الكذب والتضليل, فإن التداعيات القادمة للحرب ستكون أشد خطورة من كل ما سبقها.. |
|