|
محطة حيث كانت أفغانستان أولى ساحات هذه الحرب, وتبعها العراق,رغم أنّ أحداً من الخبراء الأمريكيين بشؤون الإرهاب أو أي مركز للدراسات والبحوث الاستراتيجية هناك ( أو في العالم) لم يشر إلى أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين العراق وماحصل في الحادي عشر من أيلول. لقد ربطت دراسات موضوعية كثيرة بين استراتيجية الهيمنة الامريكية الجيو - سياسية ومصالح الشركات النفطية الكبرى, وبعضها متصل مباشرة بالرئيس الأمريكي وكبار مساعديه وصانعي القرار في الإدارة الأمريكية ك ( ديك تشيني ) نائب الرئيس ,و ( كوندوليزا رايس) وزيرة الخارجية, إضافة إلى الدور المحوري المعروف لمجّمعات الصناعات العسكرية ذات الصلة القوية بوزارة الدفاع ( البنتاغون ) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية ( CIA), والمراكز البحثية والاستراتيجية, التي تشارك بقوة في صنع السياسات والتوجهات والقرارات الصادرة عن البيت الأبيض وباسم الرئيس جورج بوش. عشرات المؤلّفات العلمية والوثائقية الجادّة كتبت بخصوص ماحدث في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر, وما حصل في السنوات الأخيرة من تطورات مأسوية بذريعة ( محاربة الإهارب) و( الحرب المقدسة على المنظمات الإرهابية والدول الداعمة للإرهاب) الموسومة أمريكياً ب ( محور الشر) أو ( الدول المارقة) , ومئات الكتب والمقالات الخيالية وغير المنطقية وغير المعقولة ( طوّرت ) القصص والحكايات »الإرهابية) على النمط »الهوليودي), لجذب ملايين المشاهدين والقّراء ,راسمة صوراً خارج العقل والمنطق لمنظمات وجماعات وشخصيات, تهدد الاستقرار العالمي وتنشر الإرهاب بصورة شديدة التنظيم والدقة والتخطيط والقدرات الخارقة... الخ. وكان المطلوب (وما زال) من العالم إلا أن يسير مغمض الأعين والألباب وراء زعيمة » الحرب المقدسة ) على الإرهاب ( الولايات المتحدة ) , ويلتزم مطلقاً بآرائها وتوجهاتها وقراراتها , كي لا يصبح » شريكاً ) مع الاشرار, وغير مسموح لدوله وأنظمته وشعوبه وجامعاته ومجتمعاته أن تفكر بطريقة مختلفة, أو تبحث بأسباب العنف والإرهاب, أو تشكك في الروايات التي تقدمها وكالة المخابرات المركزية الامريكية وأجهزة الاستخبارات الحليفة أو التابعة لها. واللافت للانتباه أن عدداً من الشخصيات الأمريكية التي كان لها دورها الكبير والفاعل في صنع وإدارة السياسات الاستراتيجية الأمريكية وترويجها على الصعيد الدولي, مثل الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر , ومستششره لشؤون الأمن القومي المفكّر المعروف زبغنيو بريجنسكي , ووزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت, وصولاً إلى جورج تينيت الرئيس السابق ( المُقال ) لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية.. أصدرت كتباً ومؤلفات ومذكّرات تنتقد بشدّة مجمل السياسات الاستراتيجية الأمريكية وتشير خصوصاً إلى فشلها في مجال ما يسمى ب » مكافحة الإرهاب ), إضافة إلى نقد جوانبها غير المطابقة للقيم الخلاقية , التي قامت على أساسها الأمة الأمريكية و» نموذجها), الذي شكّل يوماً من الايام مصدر جذب وإلهام لجماعات مهاجرة إليها من شتى أصقاع الارض. وعلى سبيل المثال, يقول بريجنسكي في هذا السياق ( في كتابه » الفوضى ) ) إنه يخشى فعلاً من انهيار » القوة الأعظم) ( الولايات المتحدة ) في حركتها الكونية الراهنة » إذا لم تنهل من دستور أخلاقي, يشكل الناظم السلوكي لممارساتها السياسية والعسكرية .. وفي غياب تلك الرسالة الأخلاقية - الانموذجية , فإن مسألة الحق القومي , ستتحول إلى غرور قومي .. وسيرفضها الآخرون في النهاية, كما حصل مع امبراطوريات كثيرة في التاريخ). لا يتسع المقام لمزيد من الاستشهادات والاقتباسات في هذا المجال, فالأهم من وجهة نظرنا ليس الرفض للسياسات المدمرة التي تمارسها الادارة الأمريكية الحالية لأسس ومرتكزات العلاقات الدولية وحسب, بل تتّبع ما يكتبه ويؤلفه أولئك العارفون بدهاليز ومكّونات الاستراتيجية الأمريكية, الذين يخشون على أمريكا من غطرسة القوة وتخبطات التيارات المتطرفة في إدارتها. كما لابد من الاهتمام بأولئك المفكرين والعلماء والخبراء والإستراتيجيين الأمريكيين الذين بدؤوا يشيرون (في الآونة الأخيرة) بصراحة أكبر وشجاعة واضحة إلى مخاطر العلاقة التشابكية والعضوية القائمة بين الإدارات الأمريكية المتعاقبة والكيان الصهيوني, الذي تتطابق وظيفته العدوانية والرؤى الامبراطورية المسيطرة على مجموعات » المحافظين الجدد) وغلاة الأصوليين في مراكز القرار الامريكي . وإذا كانت أحداث الحادي عشر من أيلول قد أعطت الذريعة المثالية لاطلاق وحش القوة الأمريكي الهائج من مكمنه ومعقله , فهل بحثَ مفكرونا وصانعو القرارات في بلداننا ومجتمعاتنا وقممنا العربية في كيفية التعامل مع أطروحات , وإعلانات ومواقف الامبراطورية الأمريكية, أم نكتفي بانتظار إملاءاتها وتعليماتها وتصنيفاتها , وشهادات » المرحى) و » حسن السلوك) التي تمن بها على بعضنا بين الفينة والأخرى , شريطة أن يدفع ثمنها عشرات المليارات من الدولارات .. و» غض الطرف) عّما تقوم به أمريكا و »إسرائيل ) من قتل وتدمير وسفك دماء وانتهاك للحرمات والمقدّسات الإسلامية والمسيحية, في بقاع عربية وإسلامية عديدة?!. وللذين يبدون اعتزازهم وابتهاجهم كلما نفش » صديقهم ) بوش ريشه وهدّد سورية والمقاومة وإيران وكوبا وفنزويلا, نقول لهم : اقرؤوا تاريخ الامبراطوريات المندثرة جيداً , واعلموا أن صديقكم المتخبط في أهوار ورمال العراق لن يغنيكم عن أمتكم ومستقبلها وكرامتها وعزّتها شيئاً .. فهل أعادوا النظر بولاءاتهم وسيرهم الأعمى خلف بوش وسياسته الحمقاء قبل فوات الأوان , أم أن المسار محدد والخيار أمامهم kh@khalaf- ">منعدمٌ?! kh@khalaf- alj arad.com |
|