تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الصينيون يودعون الفأر ويستقبلون الثور

استراحة
الجمعة 23-1-2009م
محمد قاسم الخليل

تتجمل الصين في هذه الأيام بكامل زينتها ذات الألوان الزاهية التي تميز الصينيين لاستقبال السنة الصينية الجديدة التي تبدأ في السادس والعشرين من كانون الثاني الجاري،

وعادة يكون لرأس السنة احتفال كبير ينضم إلى قائمة الاحتفالات والكرنفالات الصينية، وتعود احتفالات السنة الصينية الجديدة أو مهرجان الربيع إلى 2600 قبل الميلاد.‏

ويتشابه التقويم الصيني مع التقويم الهجري في أنه تقويم قمري يعتمد على القمر لتحديد بداية ونهاية الشهر، ويصادف عيد رأس السنة الصينية الأول من شهر صفر 1430 حسب التقويم الهجري.‏

وتستغرق الدورة الكاملة في التقويم الصيني ستين سنة، وتتألف من خمس دورات مدة كل واحدة 12 سنة، ولكل عام في التقويم الصيني اسم حيوان، فمثلا العام القادم بعد أيام سنة الثور، بينما أطلق على السنة التي تكاد تنتهي اسم سنة الفأر، وسبقتها في عام 2007 سنة الخنزير، وهي سنة ذهبية لمواليد تلك السنة لأنهم يرون أن من ولد تحت علامة الخنزير يعامل على نحو رفيع ويتميز بالفروسية ونقاء القلب، ومنعت الحكومة الصينية نشر صور الخنازير على التلفزيون انطلاقا من احترام الأقلية المسلمة التي تعتبر هذا الحيوان غير نظيف.‏

ويبدأ حساب السنوات بسنة الفأر تعقبها سنوات الثور والنمر والأرنب والتنين والحية والحصان والخروف والقرد والديك والكلب والخنزير، وبعد انتهائها يعودون إلى سنة الفأر.‏

وتقول الأسطورة إن بوذا دعا كل الحيوانات للمجيء إليه قبل أن يرحل عن الأرض. ولم يأت سوى اثني عشر حيوانا لتوديعه، ومكأفاة لهم على ذلك سمى كل سنة باسم كل واحد حسب ترتيب وصولهم، ويعتقد الصينيون أن الحيوان الذي يحكم السنة التي يولد فيها الشخص له تأثير عميق على الشخصية، ويقولون: هذا هو الحيوان الذي يختبئ في قلبك.‏

وحول علامات الحيوانات في الفولكلور الصيني يقال إن البروج نشأت حول علامات الحيوانات على نحو يشبه كثيرا البروج الشهرية في الغرب التي نشأت وفقا لعلامات قمرية مختلفة مثل الحوت والحمل، وهذه البروج تعامل على نحو جاد من جانب الصينيين.‏

ويسمى عيد رأس السنة الصينية عيد الربيع أوعيد المصابيح، لذلك تكثر المصابيح الصينية التي يتم تعليقها في كل مكان، فتتدلى بألوانها الزاهية التي يغلب عليها اللون الأحمر، فيخرج الجميع للاحتفال الذي يبدأ في اليوم الأول من العام، وينتهي بمجرد أن ينتصف الشهر الأول، وتمتد العطلات الرئيسية لدى الصينيين سبعة أيام متصلة.‏

وفي الصين يمكن أن يتمتع الناس بعطلة تستمر أسابيع للإعداد للاحتفال وسط المعجنات التي تصنع في البيت،وتستمر النقاشات الجادة في اللقاءات العائلية حول إذا ما كانت السنة الجديدة الآتية ستجلب الحظ السعيد أو السيئ.‏

وتشكل النباتات والزهور رمزا مهما بالنسبة لاحتفالات السنة الجديدة حيث إن النباتات ترتبط بإعادة الولادة، والزهور ترمز إلى الثروة والمناصب العالية في حياة الفرد المهنية. وإذا كانت نبتتك أو زهرتك نامية في عيد رأس السنة فذلك يعني أنك ستعيش عاما من الرفاهية.‏

وتعتبر شجرة البرقوق من أكثر الرموز أهمية فهي تشير إلى الثقة والدأب بينما ترمز شجرة الخيزران إلى التوافق وشجرة الصنوبر إلى الصمود وطول العمر، والبحث عن شجرة البرقوق المثالية شبيه بالبحث عن شجرة كريسماس التقليدية في الغرب، والشجرة الأخرى ذات القيمة العالية هي الدراق فهي ترمز إلى طول العمر وينظر إليها باعتبارها الأقوى في محاربة الشر.‏

ولا تقتصر الاحتفالات بالسنة الجديدة على الصين، بل تشمل دول شرق آسيا تقريبا، فيحتفل بها في كوريا ومنغوليا ونيبال وبوتان وفيتنام وسنغافورة واندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند، وفي الماضي كانت اليابان شريكا في الاحتفال، كما تحتفل بها الدول التي تعيش بها جاليات صينية كبيرة أو مواطنون من أصول صينية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية