|
رؤية عينه شعر بالاشمئزاز والتمرد والبؤس الفظيع، ربما كان يوسا أفضل من بعض العرب الذين انتظروا انتهاء المجرزة ليبرقوا معزين بالشهداء، هؤلاء حتما لاينتمون لهاشم ولقريش ولا لأي قبيلة عربية، وهم أيضا لايمتون بصلة إلى الخنساء وطارق أو خالد، ولاغرابة في أن يعلن الشاعر الكبير نزار قباني وفاتهم قبل عقدين من الزمن أو ينعتهم الكاتب أسامة أنور عكاشة بالمتخاذلين الذين فقدوا الكرامة وهم يتفرجون على مذبحة الإنسان الفلسطيني الذي يكاد يكون مصيره كالهنود الحمر، لكن الصورة القاتمة لهؤلاء الحفنة يضيئها مشهد الإخوة الحقيقيين، الذين هبوا وانتفضوا نصرة لأهل غزة من مشرق الوطن إلى مغربه، مؤكدين بذلك أنهم أحفاد صلاح الدين البطل الذي كان يستحي من الله أن يراه مبتسما وخيول الإفرنج تجول في بيت المقدس. أما آثار القدم الهمجية فلن يستطيع العدو الغاصب محوها من دفاتر التاريخ لأنها ستبقى في ذاكرة الأجيال بعد أن وثقتها أقلام الكتاب والصحفيين ورسمتها بالدم ريشة الفنانين من كل أصقاع العالم. غزة اليوم ليست مقطوعة من شجرة ومن نسغها ستغذي العرب عزة وكرامة وستظل بذورها تبحث عن التراب، ومن نجيع الدم ونبض الشهداء ستصوغ قيامتها لأن «الحلم يولد من رحم الثورة». |
|