تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رأي

ثقافة
الجمعة 23-1-2009م
فن التجريب أم التخريب؟

تحول التجريب الفني في أيامنا الى ضرب من التجديف المخل تحت مسمى الاثارة والحداثة، فلم تعد الاسلوبية والتجريبية قائمة على امتلاك فيوضات معرفية وممارسية في النوع الفني المحدد. بل أصبحت غواية اعتيادية تستجدي استكتاب النقد الانطباعي تارة، وارضاء الدوائر المتاجرة بالفن تارة اخرى .. بما يؤدي في نهاية المطاف إلى أن يدفع الفن والادب الثمن الباهظ لهذا النوع من الممارسة الاستنسابية المتساهلة والتي تتم في آن واحد عن مشكلة حقيقية في الادب والفن.‏

ويضيف د. عمر عبد العزيز مدير تحرير مجلة الرافد قائلاً : سنلاحظ مثل هذا الامر في مختلف وسائل الانتاج واعادة انتاج المعرفة الفنية الثقافية ابتداء من فضائيات الفيديو كليب مروراً بالمسرحيات التي تتوسل الضحك مراهنة على النفس الشعبوي في اضحاك الدهماء المخطوفين فيما تبكي الذائقة الواعية.‏

ذات الامر يستمر أيضاً في الشعر والرواية والقصة القصيرة والترجمة... أي إننا بصدد تيار جارف للتخريب الفني الثقافي الملغوم بايديولوجيا التسطيح والتطاول على المعارف الفنية الاكاديمية والتنطع على تراث الكبار ممن وصلوا وجربوا عرفوا وعرفوا ، وصلوا الى التميز الاسلوبي بعد صراع مرير مع الذات والموضوع فأين نحن منهم : يستهل البعض مفهوم التجديد والحداثة فيقع في مصيدة الغواية الفنية المسترخية في نوع من الوهم الممزوج بنرجسية متفلتة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية