|
ثقافة لفت راشد حسين الأنظار إليه في بدايات حياته، بنشاطه الوطني وهمته العالية وشاعريته المبكرة، وأضحى شاعراً معروفاً في وطنه المحتل. شددت السلطات الصهيونية الرقابة عليه، ولاسيما بعد أن أصدر ديوانه الشعري الأول «مع الفجر» عام 1957 أتيح له أن يحضر عام 1959 مؤتمر الشباب العالمي السابع في فيينا، وكذلك المؤتمر الثامن في بلغراد عام 1961. وفي أواخر عام 1961 توقفت مجلة «الفجر» التي كان رئيس تحريرها وأصبح بلا عمل فأخذ يترجم القصائد التي تستهويه من اللغة العربية إلى العبرية. وفي عام 1956 غادر فلسطين إلى باريس، ومكث هناك حوالي العام، ثم غادرها في كانون الثاني عام 1966 إلى نيويورك حيث تزوج من فتاة أميركية كان قد تعرف عليها في فلسطين المحتلة، وعمل بائعاً في أحد المخازن بالمدينة، وسجل نفسه دون نجاح يذكر في جامعتها.. وفي الوقت نفسه عمل كمترجم لمكتب الجامعة العربية في نيويورك. على أن الحياة في نيويورك لم ترق له فعاد في عام 1972 إلى بيروت، ثم انتقل إلى دمشق فالقاهرة، وبعد شهرين عاد إلى نيويورك، ومنها عاد ثانية إلى دمشق حيث عمل في «مؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية» وكتب أثناء حرب تشرين التحريرية تعليقات إذاعية يخاطب فيها الجمهور الإسرائيلي، وفي عام 1974 عاد مرة ثالثة إلى نيويورك وعاش حياة ضياع وبؤس. صدر لراشد حسين خلال هذه المرحلة ديوانه الثالث وعنوانه «أنا الأرض لا تحرميني المطر» وكان قد صدر قبله ديوانه الثاني «صواريخ» عام 1958. توفي في مسكنه بنيويورك مساء 1/2/1977 بعد أن اندلعت النيران في شقته، ونقل جثمانه إلى مسقط رأسه في الأرض المحتلة ورثاه شعراء كثيرون من بينهم الراحل محمود درويش الذي قال: في الشارع الخامس حيّاني، بكى مال على السور الزجاجي ، ولا صفصاف في نيويورك أبكاني، أعاد الماء للنهر، شربنا قهوة، ثم افترقنا في الثواني منذ عشرين سنة وأنا أعرفه في الأربعين وطويلاً كنشيد ساحلي وحزين. |
|