تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صعوبات إنتاج العروض المسرحية . في جلســــة المنـــــح الإنتـــــاجية

ثقافة
الجمعة 23-1-2009م
لميس علي

على امتداد العام المنصرم قدمت الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 منحاً إنتاجية لمشاريع الشباب دون سن الخامسة والثلاثين في مجالات ثقافية فنية (سينما-رسوم متحركة-مسرح-رقص معاصر-كتابة) منح كانت فرصة لانطلاق أول، لإعلان وجود، ثم للوقوف بثبات حيث يريد أولئك الشباب الذين ليس من أحد يرعاهم ومشاريعهم.

وعياً لهذه الحقيقة أرادت الدكتورة حنان قصاب حسن أن يكون لهم نصيب في الاحتفالية معاكسة على حد قولها للكثير من الآراء، فجاءت فكرة المنح معيناً لهم تساعدهم على تلمس صحيح لأولى خطواتهم بمختلف مجالات الإبداع.‏

وحرصاً من الأمانة على أن تكون هذه التجربة مثمرة ومفيدة أقصى درجات الفائدة تم اختتام هذه المنح بعقد جلسات حوار ما بين طرفيها، أي ما بين فريق العمل في الأمانة الذي أشرف عليها والشباب الذين استفادوا منها واتخذت اللقاءات شكل الطاولة المستديرة.‏

في اللقاء المخصص للمسرح والرقص أدارت الجلسة كل من الدكتورة ماري إلياس ومنسقة المنح في مجال المسرح لواء يازجي.‏

أهم ما جاء في اللقاء ليس بعيداً عن المحاور التي وضعت له سلفاً فكان حديث المخرجين الشباب عن المعوقات التي تقف أمام تحقيقهم لمشاريعهم التي قد تطول فترة تنفيذها فيما لو نفذت أصلاً وكيف لهم أن يتجاوزوها.‏

ذكرت لواء بعضاً من مشكلات إنتاج العروض التي تمت في المحافظات كعرض حمص المشكلة التي واجهوها هي عدم توفر بروجكتورات فنقلوها من دمشق إلى حمص.‏

تطرق بعض المخرجين الشباب لظروف العمل في المحافظات سامر أبو ليلى مخرج عرض (البوليس) حمص ذكر أن مسرح دار الثقافة الوحيد المهيأ للعرض في حمص قيد الترميم منذ ثلاث سنوات.‏

إذاً هناك مشكلة هي مشكلة المكان فلا وجود لمكان تتم فيه التدريبات والبروفات.‏

مشيراً أن الكثير من الفرق التي شكلت تلاشت بسبب هذه المشكلة، وعبر عن رغبته بأن يصدر عن هذه المنح هيئة ثقافية أو أي مجموعة ما تحت أي مسمى توفر اللقاء والاحتكاك بينهم لغاية استمرار الحراك الذي بدأته الأمانة.‏

- جمال سلوم مخرج عرض (امرأة الماضي) ذكر أن التمويل لم يكن ضخماً إلا أنه كان كافياً (800 ألف ليرة سورية) هو مقدار منحته مؤكداً أن ما وفرته الأمانة هو المدة الأولى الذي تقوم فيه جهة ما بإنتاج عرض دون أن تحمل صاحبه (منية) مستخلصاً من التجربة ككل أنها أثبتت بطلان كل ما كان يقال من نظريات حول المسرح كعزوف الجمهور عنــــه وما إلى ذلك، وبرأيــــــه أن الأمانة قدرت أن تفعل شيئاً.‏

هناك سنة ثقافية كان فيها حراك ثقافي نوعي ملحوظ (فأكملوا بالضغط) على حد قول جمال.‏

- أسامة حلال مخرج عرض (الدونكيشوت) أكد بدوره على مشكلة المكان، فالمكان هو الحاجة الأساسية لديهم كفرقة (كون) المسرحية فإذا لم يتوفر المكان لا يمكن أن يكون هناك احتراف مسرحي في سورية، وفق تصور أسامة الذي نوه إلى أن المراكز الثقافية الموجودة بكثرة تغلق أبوابها مع انتهاء الدوام الرسمي مطالباً بأن تفتح أبوابها لهم عند حاجتهم إليها وبطريقة أكثر مرونة وتفهماً.‏

أحد المداخلين تساءل عن كيفية انتقاء العروض (غالية الثمن) كما وصفها إلا أن تساؤله بقي دون جواب.‏

- الدكتورة حنان قصاب حسن تحدثت عن ضرورة وجود هيئة مسؤولة عن التوزيع والترويج بالنسبة للعروض المسرحية.‏

وإشارت إلى مشكلة التخزين التي تعرضت لها الأمانة إذ ليس لديهم أماكن خاصة لوضع ديكورات العروض وبذلك قد تفسد ديكورات كلفت الكثير.‏

حاولت منسقة المسرح لواء يازجي أن تستفيد من الوقت المتاح ما أمكن طارحة على الشباب المخرجين المجتمعين محاور نقاش مثل: لماذا لم تقبل بعض العروض؟. ما مشكلتها؟.وهل لكم رأي مختلف حول شكل اللجنة؟. هل ترون أنه كان من الأفضل لو وجدت ورشات عمل بدلاً عن اللجنة؟.‏

إلا أن كلاً من المجتمعين اهتم فقط بطرح فكرته وما يدور في رأسه.‏

بالعموم المبادرة التي قامت بها الأمانة لفتة جميلة ومثمرة أفضل ما فيها أنها توجهت نحو الشباب فاستثمرت طاقاتهم وفجرت إبداعاتهم.‏

وكان من المفيد أكثر لو دعيت أطراف من خارج التجربة، بمعنى أناس مسرحيون متخصصون ليسوا من اللجان لإلقاء نظرة على التجربة من الخارج, من خارجها ليكون تقييمها أكثر نفعاً وأكثر موضوعية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية