تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العالم يتغير...فهل يقف العرب على السكة الصحيحة؟

شؤون سياسية
الجمعة 23-1-2009م
أحمد المصطفى

ليس صدفة هذا التعاطف الشعبي العالمي الذي شهدناه مع المظلومين في غزة، من مقاومة وشعب، ضد المحرقة النازية الجديدة ولم يكن وليد ساعته.

فهو نتاج تراكمي للعسف والـظلم الذي مورس على شعوب منطقتنا، إن كان في العراق، أو في لبنان، أو في غزة بفلسطين، وما رافقه من نفاق دولي أميركي وغربي.‏

هذا كله شكل إرهاصات قد تؤسس لمرحلة جديدة، وربما تغير وتبدل في المزاج الشعبي الأميركي والغربي، والذي سيشكل بدوره رافعة لتغير المزاج الرسمي لديهم.‏

فقد بات جليا أن مجلس الأمن والأمم المتحدة مجرد هيئات لشرعنة الاحتلالات والمجازر التي تستهدف شعوبنا، وأبناء منطقتنا العربية دون سواها، فقراراتهم تصدر من أجل إسرائيل ولخدمتها فقط، ومع ذلك فهي ترفض مجرد احترامها، ناهيك عن تنفيذها.‏

ما حصل في العدوان الإرهابي الصهيوني على قطاع غزة, مما رشح عن الصحافة العبرية والعالمية، أن الصهاينة في عدوانهم اعتمدوا على خطتين:‏

1- كان من المفترض أن يتم القضاء فيها على المقاومة خلال ساعات وفي أسوأ الأحوال خلال أيام.‏

2- إذا لم تنجح الخطة «1» لأي سبب فالتدويل هو السبيل، للحصول على قرار أممي يظن من خلاله أن ضغوطا مورست على إسرائيل، وبذلك ينقذ الصهاينة ما تبقى من ماء وجوههم الذي أراقته المقاومة الباسلة.‏

وبنظرة سريعة نرى أن الرياح لم تأت بما تشتهيه سفنهم، فمن أبرز نتائج العدوان الإرهابي الهمجي على غزة:‏

1-تمت تعرية الإرهاب الإسرائيلي على المستوى العالمي، وبتعاطف شعبي عالمي مع الشعب الفلسطيني، لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا، وخاصة أن معظم ضحايا هذا العدوان من الأطفال والنساء، وعلى الرغم من محاولات ذر الرماد في العيون التي يقوم بها الإعلان الغربي صارت شعوب العالم تنظر بعينين اثنتين لما يحصل، لابعين واحدة كما في السابق.‏

2- كما تمت تعرية التواطؤ الغربي والأميركي، وكيفية تعاملهم بنفاق وازدواجية مع قضايا منطقتنا العربية.‏

3- أما على الصعيد الفلسطيني فقد كانت أبرز نتيجة تقوية حماس والمقاومة بشكل عام.‏

كل ذلك رأينا نتائجه جلية بعد أن وضعت هذه الحرب الإرهابية الهمجية غير المتكافئة أوزارها، وهو بشكل ما عبارة عن قبس من نور وسط الظلمة الحالكة، وكان لابد من معرفة هذا العدو الهمجي على حقيقته، فدماء شعبنا لم ولن تكون كؤوس أنخاب لهؤلاء المجرمين في كل مناسبة انتخابية.‏

وما يعنينا حقا وأكثر من غيره هو الأمل في أن يترافق تغير المزاج الشعبي العالمي، بتغير في المزاج الرسمي العربي، كي يستعيد مواطننا العربي بعضا من كرامته المهدورة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية