تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قلمي يغني نزف الموت

ملحق ثقافي
2018/10/9
ميساء محمد

قلمي يغنّي نزف الموت

عصفور حياة يلاطم قضبان قفص‏

يناشدُ حريّة أزمان‏

تلك الحريّة المحاطة به‏

لم يكن يعلم أنها رسم ألوان‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

يحاكي نسغ أوراقٍ‏

لم تنحنِ له يوماً‏

لم يرَ عصافير جاءت لفتح باب قفصه‏

ولا فراشاتٍ تحوم حول نوره‏

لم يكن يعلم أن جدول الماء رسم خيال‏

فُتحَ بابُ القفص‏

راح يغرّد للسلام‏

للآلهة‏

لأساطير الوجود‏

ثمّة دمعتان لعيونٍ بائسة‏

يدٌ شقّقها الصباح‏

طريقٌ للشمس لُوّنت بالجمر‏

خيال موجٍ‏

رسم وجهاً للنور‏

زوارق ملحٍ‏

حبيسة قارورة الروح‏

طيورٌ بلا أجنحةٍ‏

شقّت لبابَ غصنٍ تعرّى للّيل‏

شعاعٌ عابرٌ لناي القصب‏

حطّ رحال حريته‏

فوق وريقةٍ مندّاة الطّرفِ‏

راح يغرّدُ لقمرٍ غافٍ‏

فوق صدر غيمةٍ عابرةٍ للحدود‏

كان قد أوقفها حرّاسُ الشّهبِ‏

لم تستجبْ‏

فأردوها قتيلةَ الضياء‏

تشظّتْ ..‏

أُصيبَ ثوبُ وردةِ النقاء‏

مزّقتْهُ..‏

راح نزفٌ أسودُ يعبثُ بالفجر‏

كان سليلُ غزالٍ شاردِ الخطى‏

قد أوصله أفقه لحافة الانحدار‏

بلا هوية ولا ورقة عبور‏

طيورٌ عانقت صخور جبلٍ بلا ارتفاع‏

تساقطت كمطرِ خريفٍ مارق‏

لم يبقَ من ذاك الغياب إلا جذر اليباس‏

وبعضٌ من حطام‏

برقٌ لرسمِ وجهٍ بلا ملامح‏

وجسدٍ بلا عنوان‏

سهمٌ كسّرَ أجنحة الحقّ‏

واغتالَ الحياة‏

عدتُ إلى قفصي‏

بورقة عبورٍ‏

لأحيا بقيود هويّةٍ‏

ورسمُ ريشةٍ فوق جدار‏

لنزف قلمٍ يناشدُ الحياة‏

عدتُ أنا..‏

خريطة جمالٍ لجفن الرّبيع‏

مزار حبّ للوجود‏

عدت أنا..‏

كمهجةِ قصّةٍ‏

وشعر همستين ولحظة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية