تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تساؤلات في العمق

البقعة الساخنة
الاثنين 11-9-2017
علي نصر الله

في الظاهر ومن حيث الشكل، قد تتشابه التحضيرات لجولة المحادثات الجديدة التي ستنطلق في العاصمة الكازاخية بعد أيام قليلة مع سابقاتها،

غير أنّ الأجواء السياسية التي فرضتها حركة الميدان وانتصاراته تبدو مختلفة اختلافاً كبيراً عن تلك التي رافقت جميع المحادثات السابقة سواء تلك التي جرت بين الدول الضامنة، أم التي جرت داخل القاعات.‏‏

في العمق، لا يخفى على أحد أن الدول الراعية لوفود (المعارضة)، وبالأخص تركيا الضامنة للمجموعات المسلحة، كانت تنظر إلى جنيف على أنها كما أستنة ليست سوى محطة ينبغي استثمارها مرة لإضاعة الوقت، ومرة لكسبه، ومرة لتمريره، ودائماً كان الهدف بين الجولة والأخرى مُحاولة إحداث فرق على الأرض سعت منظومة العدوان عبثاً لتحقيقه بغاية استثماره على طاولة التفاوض والمحادثات.‏‏‏

المُعطيات، كل المعطيات تغيّرت اليوم، وفي ظل الواقعية السياسية التي عبّر عنها قسرياً روبرت فورد وستيفان ديميستورا مؤخراً لا بد من طرح تساؤلات في العمق أيضاً حول أفق التكتيكات الجديدة التي تلجأ لها واشنطن وتُجسدها الطروحات التركية المُفخخة، إضافة إلى التساؤلات حول جدوى المُكابرة ومحاولة الإنكار في إطار البحث عن مُكتسبات أو أدوار سياسية عجزت أطراف العدوان عن انتزاعها في أوج الاستهداف الذي تهيّأ معه لهذه الأطراف أنها نجحت باستخدام التنظيمات الإرهابية وباتت قريبة جداً من غايتها المركزية؟.‏‏‏

بعيداً عن الأسئلة السياسية التي ستتكاثر تلقائياً لمُجرد الغوص في الحسابات الإقليمية والدولية، والتي يُستنسخ منها سلسلة تساؤلات أخرى لمُجرد النظر إلى التقاطعات والتشابكات القائمة بين الملفات، وفي المصالح والعلاقات والمصالح المُتبادلة وسواها، بعيداً عن كل ذلك، هناك تساؤلات أكثر أهمية تغيب عن أذهان الكثيرين وتكاد تتمحور حول موضوع واحد هو الأُس والأساس، تلتقي كل الإجابات عنها على يقين أنّ مشروع استهداف سورية سقط.‏‏‏

عندما يسقط المشروع سقوطاً مُدوياً على نحو ما يحصل اليوم في دير الزور، في حلب، في القلمون.. في كل منطقة أرادت منظومة العدوان - بالقيادة الأميركية - لها أن يُقيم الإرهاب فيها ويحكم، ما أهمية الأذرع والأدوات؟ وهل من قيمة لها؟ أم أنها تُمسي تفاصيل يجب أن تُطوى صفحتها وتُرمى جانباً؟.‏‏‏

سورية أفشلت المشروع الصهيو - أميركي بالأصالة عن نفسها وبالإنابة عن أحرار العالم، وبالتعاون مع مُكونات محور المقاومة والحلفاء الدوليين في روسيا وغيرها أسقطته وحولت أدواته الوهابية الإخوانية التكفيرية إلى حُطام، فما الذي يبحث عنه الواهمون المُتوهمون؟ وما المشروع الذي يريدون تحميله لأدوات لا مشروعية لها اليوم ولم تحظ بها يوماً، وقد صارت حطاماً؟.‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية