تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في اليوم الثاني لأعمال مؤتمر الشباب الأول للتنمية البشرية.. تبني الطروحات المقدمة في أوراق العمل...الدكتورة سفاف: خلق شريحة من الشباب تتبنى مفاهيم آلية عمل مشروع الإصلاح الإداري

دمشق
محليات - محافظات
الأثنين 11-9-2017
عادل عبد الله

تابع مؤتمر الشباب الأول للتنمية البشرية -الذي يقام بالتعاون بين وزارة التنمية الإدارية والاتحاد الوطني لطلبة سورية- أمس أعماله في قاعة رضا سعيد بجامعة دمشق، وتركزت نقاشات اوراق العمل المقدمة حول المشروع الوطني للإصلاح الاداري.

‏‏

وزيرة التنمية الادارية الدكتورة سلام سفاف بعد مشاركتها في نقاش جلسات العمل أكدت في تصريح للصحفيين أن أوراق العمل التي يقدمها الشباب في المؤتمر هي 12 ورقة تم اختيارها من 56 ورقة عمل مقدمة تحمل افكار غنية ومتنوعة، مبينة الحرص على المشاركة في الجلسات والنقاشات لخلق فكر الحوار من جهة وتأمين مسار انطلاق الأفكار من جهة اخرى.‏‏

وأوضحت الدكتورة سفاف أن ما قدم في ورقتي الجلسة الأولى تضمن قضايا تخصصية تهدف إلى خلق شريحة من الشباب تتبنى مفاهيم آلية عمل مشروع الإصلاح الإداري وتوطين الأفكار لديهم، مشيرة إلى أن الوزارة ستتبنى عدداً من الطروحات المقدمة في ورقتي العمل لتكون على أجندة عملها ولاسيما أن الأفكار التي طرحت تقدم لأول مرة في موضوع قياس الأداء الإداري بعيداً عن مفهوم التقييم السائد، مشيرة إلى أن قياس الأداء يختلف من مؤسسة الى أخرى وله معايير محددة.‏‏

‏‏

القياس من أجل الوصول لمنتج يرضي المواطن‏‏

عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية دارين سليمان دعت الجهات المعنية إلى متابعة أوراق العمل التي سيقدمها الشباب عبر المؤتمر من خلال إدراجها في خطط وبرامج تنفيذية على أرض الواقع مبينة أن الاتحاد الوطني لطلبة سورية يمثل جسر تواصل بين شريحة الشباب والجهات الحكومية.‏‏

الجلسة الأولى أدارها كل من الدكتور همام الجزائري وعضو مجلس الشعب طريف قوطرش تضمنت ورقتي عمل، الورقة الأولى قدمها طالب الدراسات العليا بالمعهد العالي للتنمية الادارية علي محمد حول «قياس الأداء الإداري في الجهات العامة» معتبراً أن المؤتمر يشكل فرصة للحوار وتقديم رؤية الباحث في ورقة عمل قابلة للتعديل بعد النقاش والاستفادة من طروحات المشاركين، وخلال ورقة العمل سلط الضوء على نقاط اساسية لاختيار أسس القياس من جهة أسلوب وهدف التقييم وإمكانيات كل مؤسسة.‏‏

وأشار إلى مخطط عمل افتراضي لقياس الأداء في إحدى المؤسسات الحكومية لافتاً إلى أهمية القياس من أجل الوصول الى منتج يرضي المواطن ويقدم خدمات مناسبة للمجتمع.‏‏

وأوضح أن القياس يبدأ من الخطة الاستراتيجية للمؤسسة إلى عمليات التشغيل ضمنها وصولاً الى تقييم القيادات والموارد البشرية والانظمة الداخلية ورضا المواطن اضافة الى قياس البعد البيئي والانساني والمجتمعي الذي تقدمه المؤسسة.‏‏

التكامل بين الجهاز الإداري وأهدافه‏‏

وأما ورقة العمل الثانية قدمها طالب السنة الرابعة في المعهد العالي لإدارة الأعمال محمد الريس تحت عنوان «أدوات قياس الأداء الإداري في الجهات العامة» مبيناً مفاهيم القياس الإداري وتاريخه وأهميته وأهدافه وبعض المنهجيات التي يمكن أن تطبق في سورية لقياس ذلك مشيراً إلى ضرورة مراعاة تقديم معلومات عن الموارد البشرية والمالية وتحقيق التكامل بين رؤية الجهاز الاداري وأهدافه وايجاد تقييم شامل وواضح للاهداف والمعايير.‏‏

ونوه الريس بأن أهمية قياس الأداء الإداري تأتي من كونه متلازماً مع عملية الإصلاح الاداري داعياً المشاركين في الجلسة الى اعتماد معايير وطنية لتقييم الاداء ووضع مستويات للقياس والمتابعة وتقييم الاداء وتقييم النتائج على عدة مستويات من الموظف الى المشرف الى الادارة اضافة الى الى ايجاد ضمان لتطبيق معايير القياس عبر نشر ثقافة الرقابة والتعريف بمعاييرها‏‏

وأكد الدكتور الجزائري خلال مناقشة أوراق عمل الجلسة أن المؤتمر يشكل خطوة أولى للقاء مع الشباب وتطوير فكرهم نحو الإصلاح الإداري ونقاش قضايا تهم القطاعين العام والخاص واستثمار طاقات الشباب المتجددة وما يطرحونه من افكار مبدعة لها أثر كبير جداً أحياناً، مبيناً أن المؤتمر يشكل محطة مهمة لتلاقح الافكار ومشاركة شريحة الشباب بمناقشة قضايا تتعلق بالمؤسسات العامة وتطوير الهيكليات الادارية والتنظيمية فيها بما ينعكس ايجابا على الموظف والمواطن في آن واحد وبالتالي الارتقاء بمستوى العمل والخدمات المقدمة، مشيراً إلى أن ورقتي العمل تحمل أفكار متنوعة وطرحت قضايا مهمة ويجب مقاربة استمرار عمل المؤسسات الحكومية في سورية رغم صعوبة ظروف الحرب التي فرضت عليها خلال قياس وتقييم الأداء إضافة إلى تعدد جهات التقييم بحيث تكون من مؤسسات متعددة ضمن الوزارة الواحدة.‏‏

الشباب العماد الأساسي والحامل الدائم لمشروع الإصلاح الإداري‏‏

شذا علي مشاركة بالمؤتمر، وزارة التنمية الإدارية، أكدت «للثورة» أن التحضيرات للمؤتمر تمت بغاية الجدية وتم العمل بتنسيق وحافز وجدية بالعمل ومدى الاهتمام وخاصة بالشباب وهم العماد الأساسي والحامل الدائم لمشروع الإصلاح الإداري، مبينة أن أوراق العمل التي طرحت تخص مشاكل الشباب همومهم اجمالاً وكان في أوراق عمل بما يتعلق بعمل الجهاز الحكومي ومشاكل الفساد الإداري ومعايير العمل الحكومي، موضحة أن المؤتمر يشكل خطوة لتعريف الشباب بالتنمية البشرية ومفهوم الإصلاح الإداري لكي يكونون الحامل الأساسي وعلى وعي كامل بهذا المشروع والانطلاق بعملية الإصلاح من خلال ذلك.‏‏

وتحدثت علي خلال ورقة العمل التي قدمتها عن التحديات والفرص التي تواجه الشباب في سورية والمشكلات العامة التي نراها في الشارع، خاصة من خلال عمل استبيان أو استطلاعات رأي والإحصاء نرى أن معظم المشاكل مشتركة، خاصة فيما يتعلق بالبطالة وقلة فرص العمل وتحدثت عن الأسباب التي أدت إلى النسب العالية للبطالة في سورية وخاصة في فترة الحرب الكوني على سورية، وهي من أعلى النسب عالمياً وأن 70% منهم من الشباب وهم عماد البلد، فيجب ألا يتم تهميش الشباب، في ضوء عمل 30% بشكل فعال فقط منهم على أرض الواقع،‏‏

وأشارت إلى أنه يجب العمل بسياسات واستراتيجيات توظيف جديدة يمكن توظيف معظم الشباب من خلالها، وبالتالي تفعيل دور الشباب بشكل كبير، متطرقة إلى المشاكل التي يتعرض لها الشباب بأعمار صغيرة والتسرب من المدارس بسبب الأوضاع الاقتصادية والإرهاب الذي سيطر على بعض المناطق وأدى إلى نزوح الكثير من الأطفال وبالتالي تسربهم من مدارسهم، كما تحدثت عن مشاكل العاملين بعد حصولهم على فرص العمل سواء في القطاعين العام أو الخاص، ولم تنته التحديات واصطدامهم مع واقع العمل وخاصة في القطاع العام والروتين والبيروقراطية والترهل الإداري.‏‏

مخرجات المؤتمر لن تبقى طي الأدراج‏‏

الدكتور عمار فاضل دراسات عليا في كلية الطب البشري بمشافي دمشق الجامعية، بين «للثورة» أن أهمية المؤتمر تأتي من نقطتين، الأولى من خلال استهدافه الشريحة الأكبر اليوم من المجتمع وهي الشريحة الشبابية، والثانية يجمع مجموعة من الاختصاصات المتعددة، فأنا طبيب وأتحدث بمكافحة الفساد الإداري وهذا دليل على أننا نتشارك الواقع نفسه.‏‏

وأكد الدكتور فاضل أن النقطة الأبرز والأهم والتي تشجع الشباب هي أن مشروع الإصلاح الإداري لأول مرة في سورية يقترن بإرادة سياسية ممثلة برعاية كريمة من سيادة الرئيس بشار الأسد، وهذا الأمر يشجع الجميع ويشعرهم بأن مخرجات المؤتمر لن تبقى طي الأدراج وإنما سوف تكون مخرجات يمكن تطبيقها. وهو ما أكدت عليه وزيرة التنمية الإدارية وتبينها للنقاط وتشجيع الشباب على المبادرة وطرح أفكارهم إضافة إلى تبينها في خطط الوزارة وأيضاً الاتحاد الوطني لطلبة سورية وهو الراعي الأكبر للشباب في سورية.‏‏

الدكتور فاضل تناول في ورقة العمل التي قدمها خلال الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر في يومه الثاني حول موضوع مكافحة الفساد الإداري والهدف منها وهو مقاربة جديدة لمفهوم الفساد الإداري ليس من خلال مكافحة الفساد الإداري على أنه قضاء على الفساد، وإنما الانتقال إلى مستوى أعلى وهو إدارة الفساد الإداري، مشيراً إلى أن إدارة الفساد الإداري جاءت انطلاقاً من قول السيد الرئيس بشار الأسد: «الإدارة بالأهداف»، والتي تعني أن هناك هدفا أو نتيجة نرغب الوصول إليها، والوصول حقيقة ليس بشكل خطي مباشر وإنما بشكل معالجات من خلال إدارة الفساد الاداري .‏‏

وأوضح أن الإدارة تعني أننا أمام حلقة مغلقة مفرغة تقوم بآلية ذاتية للتغذية من ناحية الفساد مكونة من عوامل ومظاهر وآثار الفساد وهذه العوامل تقوم بتغذية نفسها وبعضها البعض مما يشكل حلقة مغلقة أشبه بما نسميه الورم.‏‏

وأشار د. الفاضل إلى أنه تم الاستعانة بموضوع الأورام في ورقة العمل لوضع خطة تتضمن أمرين: الأول: المعالجة الهدفية، وأن نستهدف بشكل مباشر الحلقة المغلقة للفساد وهي تعني موضوع مكافحة الفساد من خلال إجراءات علاجية مباشرة وهي آليات موجودة في مؤسسات الدولة وهي الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش وتفعيل الجهاز المركزي للرقابة المالية تفعيل إدارة أجهزة التفتيش القضائي وهي آليات موجودة تمثل حلاً وعلاجاً إسعافياً لموضوع الفساد، والأمر الثاني هو السياسات الوقائية وهي بعيدة المدى تحتاج إلى مراحل وفترات زمنية أكبر لاحتياجها لوضع خطط ودراستها وتطبيقها على أرض الواقع.‏‏

تبني الإعلام الاستقصائي‏‏

ونوه بأنه على المستوى الاقتصادي الأهم هو تحسين الواقع المعيشي للمواطن، إذ لا يمكن أبداً التعويل على مكافحة الفساد في ظل أن المواطن يحتاج إلى لقمة عيشة، وعلى المستوى الاجتماعي ان تكوين مفهوم الالتزام بالقانون ومكافحة الفساد ومن ثم الترسيخ من خلال المراحل التعليمية من المدرسة مروراً بالجامعة، وعلى مستوى الإعلامي تبني الإعلام الاستقصائي المربوط بأجهزة قضائية بفضح فاسدين بشكل علني من خلال أن يكون بتدريب مجموعة من الإعلاميين على الإعلام الاستقصائي وفضح الفاسدين بعد ثبوتهم بالأدلة والبيانات وذلك لخلق حالة من الثقة ما بين المواطن والشارع وما بين أجهزة الدول التي تخلق الفساد وبالتالي خلق حالة من الحركية تدفع المواطنين للاشتراك بعملية مكافحة الفساد.‏‏

دور الإصلاح الإداري في مكافحة الفساد‏‏

الدكتور ولاء حسين زريقا- كلية الاقتصاد- جامعة تشرين، قدم ورقة عمل بعنوان دور الإصلاح الإداري في مكافحة الفساد.. تحدث من خلالها عن ظاهرة الفساد والمشكلة والحلول المقترحة من حيث الفساد وأشكاله وتوصيف الواقع الراهن والأسباب الحقيقية للفساد، ومعالجة متكاملة لكافة أسباب الفساد.‏‏

كما تطرق إلى توصيات بعض الأبحاث العالمية لمحابة الفساد، وحلول مقترحة لمحاربته وهي حلول وقائية عقابية علاجية، وإجراءات مباشرة على المدى قصير الأجل، والأبحاث والاستراتيجيات المقترحة لمكافحة الفساد، والإجراءات على المدى المتوسط.‏‏

الاستغراق الوظيفي‏‏

المهندس أحمد داود- اختصاص معلوماتية، ماجستير في التنمية الإدارية، ومشرف مركز المعلوماتية في الاتحاد الوطني لطلبة سورية، قدم ورقة عمل خلال الجلسة الثانية حول «تمكين العاملين وعلاقته بمستوى الاستغراق الوظيفي» أكد أن الهدف تمكين العاملين في منظمة الهلال الأحمر العربي والتعرف إلى مستوى حالة الاستغراق الوظيفي للعاملين في المنظمة وتحديد أبعاد تمكين العاملين الأكثر تأثيراً، وتحديد طبيعة العلاقة الارتباطية بين تمكين العاملين والاستغراق الوظيفي لأفراد عينة البحث تبعاً لمتغيرات البحث الجنس، العمر المهني، وأشار إلى أن عينة البحث لوقة العمل تكونت من 164 عاملاً. استخدم الباحث مقياسين: مقياس تمكين العاملين ومقياس الاستغراق الوظيفي من إعداد الباحث.‏‏

وأكد المهندس داود أنه في ظل المتغيرات المتسارعة التي تشهدها بيئة الأعمال والضغوط المرافقة للمنافسة العالمية، تولي العديد من المنظمات الاهتمام ولا سيما المنظمات الإنسانية منها الاهتمام لتبني المفاهيم الإدارية الحديثة لتحقيق الميزة التنافسية، وقد شهدت السنوات القليلة الماضية تطورات متسارعة كان لها الأثر البالغ في تحول طبيعة أعمال المنظمات الإنسانية، وزيادة الضغط المهني، وعبء العمل، ومواجهة العاملين في هذه المنظمات حالات لم يعهدوها من قبل .‏‏

وأشار إلى أن منظمة الهلال الأحمر العربي السوري تعتبر من المنظمات الإنسانية الرائدة في مجال العمل الإنساني والاغاثي وتسعى في الوقت الراهن إلى التكيف مع العوامل والمتغيرات العالمية والمحلية المعقدة والمتشابكة، وعليها أن تواجه التحديات المواكبة لهذه العوامل المتغيرات وتتعايش معها، ذلك من خلال الزامياً تمكين العاملين في بيئة العمل بإعطائهم حرية أكثر في التعامل والمشاركة في اتخاذ القرار، وتشجيع روح المبادأة والابتكار لديهم، وتضييق الفجوة الموجودة بين الإدارة والعاملين وتقوية نظامهم المعلوماتي لتشكل هذه الحالة المهنية حالة نفسية تتجلى بالاستغراق الوظيفي الذي يعتبر أحد القضايا المهمة في إدارة الموارد البشرية وعمل المنظمات الإنسانية لاتصاله بعدد من المتغيرات المتصلة بسلوك العاملين في منظمات العمل، مثل الغياب عن العمل، ترك العمل والجهد.‏‏

وأوضح الدكتور داود أن ورقة العمل تسعى إلى تعرف مستوى تمكين العاملين تمكين العاملين السائد في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري. وتعرف مستوى حالة الاستغراق الوظيفي فيها، وتحديد أبعاد تمكين العاملين الأكثر تأثيراً في حالة مستوى حالة الاستغراق الوظيفي في المنظمة.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية