تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أرشـــفة متحفيــة

رؤيـة
الأحد 11-10-2015
 أديب مخزوم

بالرغم من وجود كليات جامعية، في العديد من الدول العربية والأجنبية تحت عنوان (كلية الإعلام والتوثيق) فإن الأجيال المتعاقبة عندنا، لاتزال تجهل قيمة التوثيق، ودوره الحيوي في حفظ المعلومات الصحيحة والدقيقة،

ولاسيما في العصر الراهن، بعد أن تحول التراث الإنساني برمته، الى أرشفة رقمية محفوظة في ذاكرة العقول الالكترونية.‏

وإذا كانت هذه الأرشفة العصرية قد يسرت سبل الحصول على المعلومات والوثائق والصور وغيرها بسرعة فائقة، ووسعت من دائرة القراءة، ولاسيما على صفحات التواصل الاجتماعي، وقاربت بشكل مذهل بين الحضارات والشعوب، فإنها من جهة أخرى سلبية، قد فتحت المجال أمام احتمالات نقل المعلومات الخاطئة والمجهولة المصدر، بخلاف الأرشفة الورقية، الذي يمكن تحديد مصادرها الموثوقة والعودة اليها، وتصويب الأخطاء والمغالطات، وتقديم الحقائق والأدلة التي لا تقبل الجدل والنقاش، والمساهمة بإيجاد فهم أفضل لجوهر التراث الفكري والانساني والحضاري.‏

ولاشك بأن الأرشفة الورقية قد شكلت الاساس والمدخل والمنطلق للأرشفة الإلكترونية، إلا ان ميزة الأرشفة الورقية،تكمن في أنها محصورة لدى عدد محدود جداً ونادر من الأشخاص، الذين يتحملون على مدى سنوات عمرهم،عناء ومشقة التنقيب والبحث والتصنيف والتوثيق، ومن هنا تكتسب قيمتها ووهجها ونكهتها الخاصة، لأن النسخ الأصلية قد لا تكون متوفرة إلا عند صاحب هذا الأرشيف أو ذاك، وهي الأكثر قدرة على المقاومة والديمومة والبقاء، ولهذا يمكن أن تشكل نواة متحف، بخلاف الارشيف الالكتروني، الذي يتكون من نسخ متشابهة ومتوفرة عند كل الناس، ومعرضة - كما هو معروف - للغياب والمسح الكلي، بسبب الفيروسات، والأعطال التي تصيب الكمبيوتر، وأحياناً الأقراص وسواها.‏

facebook.com/adib.makhzoum‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية