تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأسوأ والأغلى

على الملأ
الأحد 11-10-2015
مرشد ملوك

نستهلك اليوم أسوء المنتجات وبأعلى الاسعار ، وأصبح الحديث عما يسمى المواصفة القياسية السورية و(الاعتماد) و(المطابقة) مجرد ارقام وعبارات تنشر في الاعلام بشكل دوري ، لكنها لاتقدم ولاتؤخر من حال المنتجات السيئ المطروح في الاسواق من شيء .

الحديث يطول حول المنتجات الصناعية ومستلزمات الانتاج الزراعي والصناعي المخالفة للمواصفات ، أو (السـتوكات) التي تباع بأسماء ماركات عريقة ، ضمن حال الفوضى الذي تشهده الأسواق ، لكن الطامة الكبرى في المنتجات الغذائية الموجهة للكبار والصغار .‏

هو حال انتاج السلع واستيرادها المتوائم والمتأقلم مع ظروف الحرب المفروضة على البلاد ، والذي يحاكي في الكثير من الأحيان واقع القوة الشرائية المتدهور للمستهلك السوري ، وبناء على هذه الفرضية كانت اسوء المنتجات وباعلى الاسعار.‏

ما الحل ؟ ومن المسؤول عنه ؟‏

هل وزارة الصناعة التي يجب أن تراقب مواصفات المنتجات القياسة قبل أن تنزل الى الاسواق؟ أم وزارة التجارة الداخلية المسؤولة أولا وآخرا عن ألف باء الاسواق ؟‏

أم وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التي تمنح الموافقات لاجازات الاستيراد ؟‏

أم كل من اتحاد غرف التجارة والصناعة السورية ؟ أم جمعية حماية المستهلك ؟‏

أم الجمارك التي يجب ان تضبط الحدود وتمنع المهربات من الولوج الى الداخل ؟‏

أم المواطن نفسه الذي يجب أن يشتكي ويصار الى ابتزاز التاجر والمواطن ضمن فلسفة الشكوى التي تتحدث عنها وزارة التجارة الداخلية صباح مساء؟‏

المشكلة أن كل الاطراف السابقة مسؤولة عن المنتجات والسلع بمختلف أنواعها وطرحها في الاسواق ، الامر الذي يحتم ويفرض التنسيق والتعاون وهذا من اصعب الاشياء في السوق السورية، اذ بدل ان يكون ذلك مقدمة للتشارك في الحل ، يهيئ تداخل المسؤوليات الى عدم وضوح المسؤولية وضياعها ، ويهيئ فرصة لبعض الاطراف لاستغلال هذا الحال لتحقيق مكاسب أخرى على حساب المصلحة العامة والمستهلك نفسه.‏

مما سبق.. قد يكون هذا الحال بفعل الظروف التي فرضها الارهاب على البلاد ، سواء ما هو مرتبط بالقوة الشرائية للمواطن السوري ، أو نمو البيئة التي هيأت لواقع الانتاج السلعي السيئ وتسويقه ، لكن ذلك لاينفي الترهل الذي تعاني منه الجهات السابقة ، اضف الى عدم جديتها في التعامل واقع الاسواق الذي أصبح يعاني أكثر من مخالفة بسعر زائد ، بل تعدى الامر الى التأثير على الصحة العامة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية