|
علوم ومجتمع وفي هذا السياق التقينا الاختصاصيين ليضعونا في صورة بعض تلك الامراض وقد بدأ الدكتور نائل حلاق اختصاصي الداخلية والامراض الهرمونية بالقول: إن تناول المثلجات والتي تكون أحياناً غير معالجة صحياً بطريقة سليمة يجعل المرء عرضة للإصابة بالحمى المالطية والتي تكون مظاهرها السريرية بادية على شكل ارتفاع وانخفاض في درجات الحرارة للجسم بصورة متفاوتة وابيضاض اللسان مع آلام بطنية ورأسية والتي تستوجب بالنتيجة متابعة صحية دقيقة عبر علاج مكثف وإلا بقيت آثارها وعادت في كل عام بنفس الوقت حاملة معها نفس الأعراض, كما تعمل المثلجات على الاصابة بالتهاب القصبات. - يكثر في الصيف تناول المشروبات الغازية حيث من الشائع أنها تهضم, ما رأيك بتناولها بعد الطعام? -- هذه تعتبر من أكثر العادات الغذائية السيئة التي يشيع استعمالها في الصيف فالمشروبات الغازية على عكس ما يشاع عنها تزيد السمنة وليس النحافة نظرا لكمية السكر الكبيرة فيها إضافة إلى أنها تؤكسد ما تناوله المرء من طعام فتنعدم فائدته. وربما كان البديل الأفضل اللبن الرائب الذي أثبتت الدراسات والبحوث الطبية أنه يطيل العمر بسبب مكافحته للسموم الجسمية, فأمعاء جسم الإنسان تمتلىء بعصيات جرثومية متوضعة فيها تؤثر على نمو الجسم بصورة سلبية كلما ضعفت مناعة الجسم ونقصت مقاومته, وقد تمكن أحد العلماء أثناء بحثه عن المطهرات المستخدمة لمكافحة الجراثيم من معرفة أن العديد من المعمرين تجاوزت أعمارهم المئة نتيجة تناولهم اللبن الرائب أفضل مشروب للصيف الذي لديه قدرة هائلة على إبادة الجراثيم وتطهير الأمعاء نظرا لوجود مادة ( اللبنية) وبمفعولها المفيد بالنسبة لقصور عمل الكبد والكلى بشكل خاص. واللبنية تلك المادة التي تعتبر العدو الأول للجراثيم ذات تأثير فعال في تنشيط الجسم على عكس ما يشاع عن اللبن إضافة لتأخير بوادر الشيخوخة. وأحيانا نصف للمريض حبوبا محضرة من خميرة اللبن اذا كان مريضه يشكو من تعفن معوي. - من الملاحظ أن الكريب في الصيف يكون شديد الوطأة ما سبب ذلك? -- إن مرض الكريب ذو منشأ فيروسي والمعلوم أن الفيروسات المتناهية الصغر في الحجم تستطيع تغيير شكلها وأنسالها بصورة متواترة وسريعة ما يخلق أجيالا متوالية ومعندة على الدواء ودائما كلما يكتشف دواء جديد تجد أن الأجيال الفيروسية طورت نفسها آلاف بل ملايين المرات ما يجعل هناك استحالة في التعامل معها على المدى المنظور, الذي يحصل في واقع الأمر أن المرضى عموما اعتادوا على تناول بعض المضادات الحيوية لمجرد الاصابة بالكريب او الزكام والمعروف أن المضادات الحيوية هي دواء فعال لكل مشكلة مرضية ذات منشأ جرثومي وليس فيروسي وما تناول تلك الصادات في الحالات الفيروسية إلا إرهاقا إضافيا للجسم ومساعدة إضافية للفيروس على إنتاج أنسال جديدة أكثر تطورا وصعوبة في الكشف. - وكيف يجد المرء نفسه فجأة قد أصيب بالعدوى? -- من أهم الأمور الواجب عملها في الصيف النظافة العامة, فانتقال هذه الفيروسات يتم بالدرجة الأولى عبر اللمس حيث تعلق بعض منها باليد وإذا وصلت إلى مجرى التنفس او الهضم فإنها تبدأ نموها وإصابتها للمريض وهنا فا الانتباه لعدم وضع اليدين في تلك المناطق الحساسة اثناء العمل أو القيام بالنشاطات اليومية يقي منها كثيرا وبنسبة تزيد عن 70%. - ما أفضل إجراء طبي لمثل هذه الحالات? -- تمييه الجسم, يجب تناول السوائل بكثرة حتى لا يحصل جفاف للبلعوم والمري فالجفاف هو البؤرة المناسبة لنمو الفيروسات والأمراض عامة, وفي الصيف حيث يكثر التعرق فيجب تناول كميات كبيرة من الماء وبصورة دائمة حتى ولو لم يشعر الشخص بالعطش, فالماء هو أفضل دواء مجاني يعقم ويجرف الفضلات التي تعلق في جهاز الهضم. من جانب آخر يعتبر تناول فيتامين C من أساسيات التعامل مع أمراض الصيف حيث ينشط حيوية الجسم وباعتبار ان هذا الفيتامين لا يختزن في الجسم لذلك يجب تناوله عبر الخضار او الفواكه الحامضة بصورة يومية على ألا يتم الإفراط بتناوله لكي لا تتراكم الحصيات البولية, فكل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده. وهناك سلاح فعال آخر هو معدن البوتاسيوم الموجود كما هو معروف في التمور والموزتعتبر سلاح فعال يساعد على مقاومة الخلايا للجراثيم والقضاء عليها خاصة تلك التي تكثر في الصيف, كما أن البوتاسيوم فعلا يساعد على تخفيض الضغط الدموي المرتفع بمشاركة معدن الصوديوم, وما يتمتع به البوتاسيوم هو قدرته على حفظ الماء داخل الخلايا فيما أن الصوديوم يبقيه خارجها. فوجود البوتاسيوم في الخلايا واجتذاب الماء اليها فإنه لن يكون للجراثيم القوة بحيث لا تستطيع أخذ الماء الذي تحتاج اليه لنموها واذا أضيف إلى ذلك مفعول الخل اذا أخذ اثناء الطعام مهما قل مقداره ( وهو يحتوي أيضا على البوتاسيوم) فإن ذلك لايضمن الاحتفاظ بالماء ضمن الخلايا الجسمية فحسب وإنما يمكن لخلايا الجسم ايضا امتصاص ماء الجراثيم نفسها وبالتالي يتم القضاء عليها نهائيا والبوتاسيوم غني بجميع الأطعمة ( عسل - أرضي شوكي - تفاح - مشمش- جزر - موز - خضار نيئة وبقول ) وهو لذلك مصدر نشاط للدورة الدموية وقوة وحيوية للجسم. - أما الدكتور رامي مسعود اختصاصي العينية فيحذر من أمراض الصيف التي تكثر اثناء المشي في حرارة الشمس ما يؤذي العينين كما يؤذيها التعرض لبعض المشكلات اثناء ارتياد المسابح حيث تكون العين عرضة لاحتكاك مباشر مع بعض الأمراض المعدية ولذلك يجب التأكد من عقامة مياه المسبح الذي يتم ارتياده من جهة وغسل الوجه والعينين بصورة جيدة بعد الخروج من المسبح. وأرى من جهة ثانية أن يكون هناك تدقيق على الاشخاص الذين يرتادون المسابح وملاحظة أي مشكلة لديهم, فقد يكون هناك مشكلة بسيطة تحسسية او التهاب عيني يمكنه الانتقال ضمن الماء إلى جميع الأشخاص. - الجانب الهام الآخر بخصوص العين هو ضرورة استعمال النظارة الشمسية التي تقلل من دخول أشعة الشمس المؤذية والشديدة أثناء الصيف إلى العين وربما كان الأفضل العمل على عدم التعرض للشمس إلا بكميات محدودة قدر الإمكان لما لتلك الأشعة في الصيف من آثار سلبية على العين والصحة العامة على حد سواء. - وأخيرا يوضح لنا اختصاصي التغذية والدكتور ماهر رزق أن وجود التهابات أمعاء وتسمم متكرر في الصيف هو نتيجة طبيعية لسرعة تلف الأطعمة وبالدرجة الأولى اللحوم التي تفسد بسرعة وخاصة الشاورما التي يكثر تناولها في الصيف وكثيرا ما أدت للتسمم الغذائي سواء عن اللحوم المستعملة او المايونيز ايضا الذي يعتبر من المواد سريعة العطب. والنصيحة الدائمة في هذا السياق الحد من تناول أطعمة السوق التي لاتخلو من الضرر سواء في فسادها او عدم خلوها من الجراثيم والتلوث. - والجانب الآخر هو سرعة تلف الفواكه والخضار في الصيف حيث تصبح بؤرة مسببة للإسهالات المتكررة في الصيف والتي ينتج عنها فقدان كميات كبيرة من السوائل, وهذا أمر مضر جدا في الصيف نتيجة إفراز كميات إضافية من الماء عبر التعرق ما يؤدي للتجفاف, ولاشك أن الجسم بمنأى عنه لو انتقى الفاكهة المناسبة والملفت للنظر أنه يمكن لحبة كرز صغيرة فاسدة تناولها المرء بسرعة أن تسبب إسهالا واضحا للجسم بأكمله فالنصيحة المعروفة أن تفاحة واحدة يمكنها أن تجعل الصندوق كله مصابا, وهكذا الحال عند فساد بعض من الفاكهة التي يحضرها الأهل للبيت دون انتباه او لانهم وجدوها رخيصة.. |
|