تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أصح ميثاق لهم ألا يصح لديهم ميثاق!

شؤون سياسية
الأثنين 12-12-2011
بقلم: نواف أبو الهيجاء

لم يعد من شك ان ما اتخذته الجامعة العربية من قرارات ( وعقوبات ) بحق سورية انما كانت مخالفة لميثاق الجامعة وبصورة خاصة خرق المادتين الثانية والثامنة من الميثاق. اذ ان المادة الثانية تتعلق بالتعاون التجاري والاقتصادي ( والمواصلات)

وسواها من الخطوات التي تعزز التكامل الاقتصادي العربي وصولا الى الوحدة الاقتصادية . والمادة الثانية تتعلق بتحريم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والعمل او المساعدة على ( تغيير ) انظمة الحكم في هذه الدول. الى جانب الخرق الفاضح لمعاهدة الدفاع واتفاقية الوحدة الاقتصادية التي ابرمت بعد ست سنوات من انبثاق الجامعة من سورية ( بلودان ) حيث جاء توقيع سورية بشخص رئيسها (التوقيع الأول ) على الميثاق.‏

وهذا التصرف ذكرنا بما قاله ( الشاب الظريف – الشاعر العربي المتوفى سنة 1289ميلادية ) ( عرب ) رأيت أصح ميثاق لهم ان لايكون لديهم ميثاق ).‏

واكثر من ذلك فان سلوك الجامعة العربية كان عدائيا الى درجة فاقت في عدد انذاراتها وتهديداتها وخطواتها المتعجلة كل ردود افعالها حيال جرائم ومجازر العدو الصهيوني ضد شعب فلسطين على مدى اكثر من اثنين وستين عاما .‏

لقد صح في كل مافعلته الجامعة خلال الاسابيع الماضية حيال سورية ما قاله الشاعر على المجاشعي منذ نحو تسعمائة سنة :‏

وأخوان حسبتهم دروعا فكانوها ولكن للأعادي‏

وخلتهم سهاما صائبات فكانوها ولكن في فؤادي‏

وقالوا قد صفت منا قلوب لقد صدقوا ولكن عن ودادي‏

وللأمانة التاريخية فقد قيل ان هذه الابيات منسوبة لابن الرومي .‏

المهم ان الألم والغضب الذي يشعر به الشعب العربي في سورية كبير لأن الطعنات جاءت من ( اشقاء ) عرب كان يفترض فيهم ان يبذلوا كل ما يستطيعون لكي تحل المشكلة في سورية ضمن البيت العربي وفي الداخل السوري من اجل العرب انفسهم لا من اجل سوريتهم فقط – ومن دون ان يلجأ بعض العرب الى التخلي ليس فقط عن ميثاقهم وما جاء في بنوده بل حتى عن الضمائر العربية بل والانسانية .‏

صحيح ان العقوبات الاقتصادية لن تهز شعرة في مفرق سورية ولن تؤثر في مواقف شعبها ومبادئها ولكن الصحيح كذلك ان السوريين كانوا يتمنون لو ان هذه الحركات السريعة والمتتابعة ( والهمة والنشاط غير العاديين) اللذين دبا في اوصال الجامعة فجأة قد توجهت الى من يحاصر اهلنا في قطاع غزة منذ اكثر من خمس سنوات وان يتحرك ضميرهم القومي والانساني حيال ما يلاقيه اهلنا في عموم فلسطين من ظلم صهيوني – وان تنهض فيهم روح الجسارة والهمة لكي يخلصوا وينقذوا المسجد الاقصى وقدسهم من دنس الاحتلال الصهيوني . بل كان الشعب في سورية يتمنى لو ان الاشقاء العرب قد عادوا الى احياء المقاطعة العربية للكيان الاغتصابي الصهيوني بدلا من (ابداء الشطارة ) والاستعداد لتنفيذ طلبات وتمنيات العدو المحتل والعدو الاميركي وكل من يناصب امتنا العداء في الغرب الاستعماري .‏

مع الاسف الشديد فان سورية التي ارادت العرب ان يكونوا دروعا لصد هجمات ومؤامرا ت الاعداء وجدتهم و قد اصبحوا دروعا للأعداء – وباتوا يتدافعون بالمناكب لكي يحاصروا سوريتهم وشعبها ولكي يبقى نزيف الدم السوري وتتهدد عروبة سورية ووحدتها ودورها القومي المشهود في الساحتين العربية والاقليمية .‏

مؤسف ان تصح فيهم اليوم مقولة الشاعر الظريف ومقولة المجاشعي – وكنا قد ظننا ان الشاعرين ظلما العرب او بعض الاشقاء – لكن ما فعله ( بعض عرب الجامعة اليوم ) يؤكد نيات الغدر والى حد التآمر على الشقيق قفزا من فوق موانع الاخوة والروابط القومية والمواثيق والمعاهدات العربية.‏

nawafabulhaija@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية