|
هيرالد تريبيون عنها وقاموا بإحراقه ورفعوا العلم الإيراني بدلاً منه ، وهتفت هذه الحشود بأعلى صوتها بالموت لبريطانيا، بريطانيا التي غردت خارج السرب وفرضت عقوبات اقتصادية أحادية الجانب على إيران. وها هي بريطانيا تخسر مكانتها شيئاً فشيئاً بسبب عدائها وظلمها لبعض الشعوب وهذا العداء البريطاني لإيران ليس وليد اللحظة بل هو قديم ويعيد للأذهان العلاقات المتوترة التي كانت قائمة بين إيران وبريطانيا قبل عشرين عاماً خاصة بعد مشكلة سلمان رشدي الذي لاحقته إيران مطولاً وهدرت دمه بسبب تطاوله على القرآن الكريم. وسلمان رشدي هو إيراني ويحمل الجنسية البريطانية والذي استأجرته ومولته بريطانيا لتظهر عداءها للإسلام وللمسلمين، كما يذكرنا بالعداء الذي كانت تكنه الولايات المتحدة لإيران وخاصة بعد الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979. إذاً العلاقات الإيرانية البريطانية تصل إلى أدنى مستوى لها اليوم بسبب فرض بريطانية سلسلة من العقوبات الظالمة على إيران والتي استهدفت البنك المركزي الإيراني، وكل هذا بسبب برنامج إيران النووي وتطويرها لمنظومة صواريخ تمكنها من الدفاع عن نفسها وتفرضها كقوة إقليمية يحسب لها ألف حساب. تلك المقاطعة البريطانية لإيران وفرضها عقوبات اقتصادية وهذا لم تفعله حتى الولايات المتحدة الأميركية ما أثار حفيظة الإيرانيين وخاصة فئة الشباب والذين هاجموا السفارة الإيرانية وقاموا بتحطيم أسوارها وإنزال العلم البريطاني عن السفارة ثم حرقه. وعلى ما يبدو بأن بريطانيا أرادت أن تكون عدواً لدوداً لإيران رغم اعتذار إيران عما فعله المتظاهرون وأنهم من الشباب المتحمسين والغيورين على بلادهم. توتر العلاقات بين بريطانيا وإيران إن دل على شيء فهو يدل على نظرة الغرب وموقفه من إيران بسبب برنامجها النووي وبسبب معاداتها لإسرائيل ودفاعها عن القضايا العربية وبالطبع تنظر إيران لذرائع الغرب بأنها حجة واهية من بريطانيا وأميركا لمحاربتها وإيقاف برنامجها النووي السلمي بل التمادي إلى حد طرح فكرة الهجوم على إيران وضرب مفاعلاتها النووية وإيقاف نشاطاتها النووية بالقوة، وهذا الأمر مطروح بالفعل على طاولة بعض الدول وعلى رأسها أميركا وبريطانيا وبمشاركة إسرائيلية وبهذا ربما تدفع إيران ثمن مواقفها العدائية لإسرائيل. وليام هيغ رئيس الوزراء البريطاني اعتبر الاعتداء على السفارة البريطانية في طهران تصعيداً خطيراً وانهياراً واضحاً للعلاقات بين الدولتين، وأن بريطانيا سترد وبأقصى قواتها على إيران من خلال عمل ربما يصل إلى حد العمل العسكري وأن الخيارات جميعها مفتوحة أمام بريطانيا كي ترد على الاعتداء الذي طال سفارتها. الأمر الذي يؤكد أن الدول الغربية التي تقودها واشنطن تريد منع إيران من حقها في إجراء البحوث العلمية ومنعها من التقدم والتطور حتى لو كان هذا التقدم سلمياً ولا يؤذي الآخرين ويمكن ربط الإجراءات التي تتخذ بحق إيران والعقوبات التي فرضت والتي ستفرض عليها لاحقاً أولاً بسبب مواقفها العدائية تجاه إسرائيل ودفاعها عن العرب وعن القضية الفلسطينية، وثانياً لأن إيران تقف عائقاً في وجه المؤامرة التي تستهدف الوطن العربي بشكل عام وسورية بشكل خاص. ولكن إيران أكبر من أن تستهدف بسهولة كما تظن بريطانيا وهي دولة قوية وثابتة على مواقفها، وإنه بإمكانها الرد على أي هجوم عسكري لأنها تمتلك القوة إضافة إلى الإمكانيات الكبيرة لهذا البلد الإسلامي الذي أصبح يحسب له ألف حساب. بقلم آلان كويل وريك كلاد ستون |
|