|
عن موقع Dissident Voice بإعادة تشكيل بيئتها الجيوسياسية )لعملية تطويق و ترسم خطوط فصل حادة بين المجموعات العرقية و الدينية و الاثنية اللغوية المختلفة. و وفقا لهذا المخطط لن يكون هناك اختلاط بين المجتمعات و البلدان. و لهذا يستهدف المسيحيون في الشرق الأوسط و شمال افريقيا .و هذا هو أيضا سبب المذبحة الجماعية التي يواجهها العرب و البربر ذوو البشرة السوداء و مجموعات أخرى ذات بشرة سوداء في شمال افريقيا . فالمقصود خلق منطقة تضم “شرق أوسط مسلم” (باستثناء إسرائيل) و تكون المنطقة في حالة اضطراب بسبب القتال بين السنة و الشيعة. و يطور سيناريو مشابه لخلق منطقة«شمال إفريقيا غير سوداء» تتميز بصراع بين العرب و البربر.و وفقا لنموذج صراع الحضارات ، تم التخطيط ليكون الشرق الأوسط و شمال افريقيا في صراع مع ما يسمى الغرب و افريقيا السوداء.و لهذا قام كل من نيكولاس ساركوزي في فرنسا و دايفيد كاميرون في بريطانيا بالإدلاء بتصريحات متتابعة مع بداية الصرع في ليبيا تقول بأن التعددية الثقافية ماتت في مجتمعاتهم الأوروبية الغربية ذات الخصوصية. فالتعددية الثقافية الحقيقية تهدد شرعية أجندة حروب الناتو,كما و تشكل عقبة في طريق تعزيز “صراع الحضارات” الذي يعتبر حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة الخارجية.و في هذا السياق يشرح زبيغنيو برزيزينسكي ، مستشار الأمن القومي السابق في الولايات المتحدة، لماذا تعتبر التعددية الثقافية تهديدا لواشنطن و حلفائها فيقول: (أميركا تغدو أكثر فأكثر مجتمعا متعدد الثقافات، و هذا يفاقم من صعوبة التوصل الى اجماع بخصوص شؤون السياسة الخارجية (مثل حرب مع العالم العربي أو ايران او الصين أو روسية و الاتحاد السوفييتي السابق) باستثناء الحالات التي تتصف بتهديد خارجي مباشر يدرك بشكل حقيقي و واسع. و إجماع كهذا كان خلال الحرب العالمية الثانية بل و حتى خلال الحرب الباردة ( و وجد اليوم بسبب الحرب العالمية ضد الإرهاب) .أما عبارة برزيزينسكي التالية فهي معيار يحدد لماذا على الشعب معارضة أو تاييد الحرب اذ يقول:( غير أن الاجماع ليس متأصلا فقط في القيم الديمقراطية المتشاركة بعمق، و التي يسود شعور عام بأنها مهددة، بل و أيضا في الارتباط الثقافي و الاثني مع ضحايا الاستبدادية العدائية من الأوروبيين).و يجب أن نذكر ثانية أن هذا مع النية بكسر تلك الارتباطات الثقافية بين منطقة الشرق الأوسط و شمال افريقيا من جهة و بين ما يسمى العالم الغربي و جنوب الصحراء الكبرى من جهة أخرى عن طريق استهداف المسيحيين و ذوي البشرة السوداء. لقد عملت القوى الاستعمارية الأوروبية الغربية في الماضي على تلقين شعوبها، و كان هدفها الحصول على دعم شعبي للغزو الاستعماري. و أخذ التلقين شكل اقناعهم بأنهم يقومون بنشر المسيحية و تعزيز قيمها بدعم من تجار أسلحة و جيوش استعمارية. و بنفس الوقت سادت ايديولوجيات عنصرية تصور الشعوب التي تستعمر أراضيها بأنهم دون البشر ،أدنى درجة أو بليدون ، و في المحصلة تستخدم حجة أنه من واجب الرجل الأبيض المضي في حملة لتحضير شعوب العالم غير الحضارية.و هذا الاطار الايديولوجي المتماسك يستخدم لتصوير الاستعمار على أنه «قضية عادلة» و وسيلة لفتح و تمدين أراض أجنبية. و اليوم لم تتغير المخططات الامبريالية للولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا و ألمانيا. و الذي تغير هي الحجج و التبريرات لشن حروبهم الاستعمارية الجديدة . فخلال الفترة الاستعمارية كانت الروايات و الذرائع لأجل شن الحرب مقبولة من قبل الرأي العام في الدول المستعمرة مثل بريطانيا و فرنسا. و اليوم تشن ما تسمى الحروب «العادلة» و القضايا «العادلة» تحت رايات مثل حقوق المرأة ، حقوق الانسان ، الاحسان و الديمقراطية. بقلم مهدي داريوز نازيمروايا عالم اجتماع و باحث في مركز أبحاث العولمة في مونتريال. |
|