|
موقع Mondia lisation.ca انجيل لوقا إن ما ذكرنا بهذا القول إنما هو حال الدول العربية النفطية التي تنشط وتقوم من سباتها بالوقت الضائع، فتسير بشعوبها وتستلب إرادتهم، لابل تركبهم قطار التقدم السريع، مثل ذاك الموجود في مدن الألعاب والذي يلهو به الأطفال لأنها تريد لشعوبها أن يكونوا كذلك مشغولين بألعابهم! حيث تبقى هذه الشعوب تائهة تجتر ضياعها. إزاء هذا الواقع المتولد عن هذه السياسات التي لاتعترف بالديمقراطية، يمكننا أن ندرك حجم الازدراء والنقمة اللذين يحيطان بهؤلاء الطغاة أصحاب الأجسام الضخمة والذين يأكلون بشراهة بينما البؤس والفقر يصيبان مئات الملايين من البشر ، لابل مليارات الجياع عبر العالم لا يجدون ما يسد حاجتهم، هذا هو حال معظم القادة العرب اليوم بعد أن كانوا في يوم في أعلى هرم الإنسانية. لكن تبدل المفاهيم والقيم، وفقدان الأشياء لمضمونها الحقيقي، جعل الكثير من المبادئ التي نؤمن بها والمنقوشة على الحجر: مثل اتقان العمل والتفاني والتضحية والكسب من عرق الجبين جعل كل ذلك شعارات جوفاء فصارت الثروات المكتسبة بغير وجه حق تبدد وتهدرها هنا وهناك في المضاربات المالية ودفع رشى حيث غدا هذا الزمان يستحق اسم زمن الليبراليين الجدد. تشكل قطر إحدى رموز هذا الزمان، إنها ظاهرة عارضة ذات دور شيطاني تلعبه باتقان مذهل، والشيطان لابد أن يقف متفرجاً أمام عظمة الدور القطري. هذا البلد المحدود مساحة، الهائل بقدرته على الإساءة والأذى، والذي ظهر من العدم بعد أن انبثق البترول والغاز من أعماق الأرض مما أمن له رصيداً ضخماً غير مستحق يوظف حالياً في خدمة الشر وتنفيذ المخططات الدموية في أكثر من مكان في الوطن العربي وخاصة في سورية. هذه الإمارة الشرق أوسطية ، ذات الـ/11.427/ كم2 والتي يبلغ تعداد سكانها 400 ألف نسمة منهم/150 ألف/ مواطن أصلي، بينما يعمل فيها مليون أجنبي/ منهم الغربيون شبه المقدسين وغيرهم وخاصة من البلاد العربية غير المرغوب بهم كثيراً/. قطر منتج متواضع للبترول، ضخم بإنتاج الغاز/ ثالث بلد بإنتاج الغاز بالعالم بعد إيران وروسيا/ كانت خاضعة لفترات طويلة في الماضي القديم، للفرس ثم للبحرين، ومن بعد للعثمانين وفيما بعد للبريطانيين، نالت استقلالها في 3/9/1971، ومنذ ذاك التاريخ هي تحت سيطرة عائلة آل ثاني التي تحكمها بيد من حديد. أطاح الأمير الحالي/ حمد بن خليفة آل ثاني بأبيه عام 1995 ولا عجب في ذلك، فمن وضع يده بيد الصهيونية العالمية، يفعل أكثر من ذلك، ويقتل الأبرياء!! منعت الحكومة القطرية حرية التعبير والدعوات للمساواة، واستمرت تمسك بالسلطة وحدها حيث حظر الدستور الجديد تشكيل الأحزاب السياسية وحرية التعبير وانتقال السلطة. تملك الحكومة القطرية محطة الجزيرة التي اكتسبت في البداية شهرة كبيرة ومصداقية حقيقية وفق ما خطط لها في بداية مشوارها عام 1995 ولكن ومع الغزو الأميركي للعراق بدأت تتكشف الأيدي الحقيقية التي تمسك بقيادة العمل في المحطة ومن هنا المحرك الحقيقي لها حيث يقول الإعلامي الأميركي مايكل وولف أن الجزيرة جزء من ماكينة أمركة العالم. يعمل بالمحطة صحفيون عاديون تماماً من بلاد مختلفة/ عربية/ شدهم للعمل فيها إغراء الربح والمال وليس المصداقية المزيفة التي تحاول الجزيرة أن تصور نفسها بها ولاالحرية الكاذبة التي يحاول القائمون عليها أن يوهموا المشاهدين بها، وقف هؤلاء الصحفيون من بعض الأحداث موقف المراقب والناقد والرافض في مسعى منهم لتأجيج حالة ما بدلاً من الوقوف بحياد من جميع القضايا المطروحة، بينما نرى المحطة تعتم على كل ما يتعلق بأزمات الخليج والاضطرابات التي تحدث في بلدانه. في 11 كانون أول عام 2002 وقّعت حكومة قطر مع الولايات المتحدة اتفاقية حول القاعدة الأميركية في قطر، ومن هنا ندرك عدم وصول الاضطرابات لهذا البلد، ذاك أن الولايات المتحدة لا تسمح بذلك هنا، قرب قاعدتها لضمان أمن مصالحها. يقدر الخبراء حجم احتياطي قطر من النفط بـ 26.8 مليار برميل نهاية عام 2009 ومن الغاز/ ثالث احتياطي عالمي/ بـ 25.37 مليار م3 عام 2009، قطر أيضاً هي أول مسبب لغاز/co2/ بالعالم/60 ألف طن من co2 بالعالم. يبلغ الناتج القومي القطري / 52.7/ مليار دولار سنوياً حيث يبلغ نصيب الفرد/78.260/ دولاراً متجاوزاً حصة الأميركي والأوروبي المستحقة نتيجة تراكم الخبرات العلمية والثقافية والتكنولوجية الطويلة/. بخلاف حصة الفرد القطري/ الناتجة عن التبديد غير الشرعي للثروات غير المستحقة.. إنه هدر متعدد الأبعاد والألوان/. بقلم: شمس الدين شيطور |
|