تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نحن ... لا أنتم

من داخل الهامش
الأثنين 12-12-2011
ديب علي حسن

سوريون نعم، سوريون عرب أيضاً نعم، من على ضفاف بردى وأفياء الغوطة تنسّم العرب معنى عروبتهم كما قال بدوي الجبل أيضاً نعم..

هنا الحضارة والتاريخ، وهنا عبق الإسلام والمسيحية، مرّ غزاة كثيرون واندحروا.. سورية المفصل بين الشرق والغرب وليس هذا وكفى بل هي مصنع وملتقى التفاعل الحضاري منذ أن بدأت الحضارة.‏

سوريون شغلنا العالم نعم، شغلنا المتآمرين منذعقود وعقود لم يتركوا وسيلة إلا جربوها، ربما نجحوا في اختراق هنا وهناك بإغراءات المال، وإثارة غرائز وإطلاق نعرات لكنها كعود ثقاب يشعل في ليل عاصف وماطر.‏

شغلنا المتآمرين بوحدتنا، بإرادتنا، بانتصار دمنا على سيوفهم لم يتركوا سلاحاً إلا وحاولوا أن يلقوا به في أتون مؤامراتهم أسلحة شتى من الطلقة إلى القذيفة الصاروخية يساندهم في ذلك فضاء سخروه إعلاماً وأقماراً صناعية للتحريض و التجسس ثمانون محطة فضائية عالمية سخرت ضدنا، برامج أعدت منذ سنوات وسنوات وكنا غايتها وهدفها النهائي.. حبر مقالات تدبج بأقلام معتوهين أعرف بعضهم، أحدهم كان عتالاً عند دار نشر، أفاجأبه يكتب ويكتب ويضيف إلى اسمه: كاتب سوري.. انظروا تابعوا بعض الصحف التي امتهنت التآمر على سورية، بل كانت نشأتها لهذه الغاية- تجدوا كل يوم اسماً جديداً، يتكاثرون كالديدان يكتبون في السياسة، ينظرون ولاينسون الإضافة كاتب سوري، آه لو أن واحداً منهم كان قد كتب مقالاً واحداً سطراً واحداً، قبل هذه الأزمة.. لو أن هذه الصحف الصفراء نشرت بل قبل محرروها أن ينظروا ولو للحظة بما يرسله هؤلاء.. والله لقلنا: إنهم كتاب ومحللون سياسيون..‏

لكن فجأة ودون مقدمات تفجرت المواهب، وسالت الأقلام وظهر المخفي.. أهو بريق الدولار.. ليس الأمر أبعد من ذلك وحين تندثر هذه (الفورة) وتخمد العاصفة الهوجاء.. جربوا أيها (المدعون) أن تكتبوا كلمة واحدة حيث تسيل أقلامكم المأجورة.. أو أن تظهروا على فضائية امتهنت إهراق دمنا..؟!.‏

نحن السوريون، نحن الشامخون، نحن ذرا قاسيون، والغوطة، والساحل وسهول حوران، وقلعة حلب، والفرات، قمح الحسكة واخضرار الزيتون في إدلب، نحن من يفتخر بسوريته بعروبته وسورية لن تنكسر.. لن تنهزم، على شطآنها تحطمت سفن الغزاة العابرين.. وكما كان الأرجوان والأبجدية هدية سورية إلى العالم، ستكون لهم هدية جديدة، وعد جديد، من هنا يتشكل العالم، تنطلق معادلة جديدة، والسوريون ومعهم أحرار العالم يعيدون تشكيله، قد يطول الأمر، لايهم ولكننا صخور لاتنكسر، ومعدن كلما صهرته النار ازداد ألقاً وبريقاً..‏

فنحن السوريون.. لا أنتم..‏

dhasan09@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية