تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الصعود إلى الهاوية

حدث وتعليق
الإثنين 12-12-2011
منذر عيد

كمن وطئ رمالاً متحركة.. في كل «دعسة» قدم جديدة، أو محاولة للخروج مما هو فيه والتخلص من ورطته.. يغوص أكثر، ويزداد انغماساً نحو الحضيض، فلا هو قادر على التراجع، كما هو عاجز عن التقدم.. فإذ به صاعد إلى الهاوية.

حال المتآمرين على سورية.. حال ذاك المتخبط في بحر رمال.. يحاولون النجاة من ورطتهم، التي زجوا أنفسهم بها.. وظنوا أنه بالقليل من الصور المفبركة.. وتزوير الأحداث.. والتباكي على شاشاتهم- التي باتت شريكاً في الدم السوري - يستطيعون إسقاط سورية أو أخذها إلى حيث يشتهون، حيث هم يخدمون.. فكانوا في كل خطوة يظنون أنهم قادرون على تحقيق مؤامرتهم، يزدادون غوصاً في الرمال السورية المتحركة.. رمال جسدتها إرادة شعب، ثقافته أن الوطن أولاً.. وعاشراً، وأن لا ظل كظل علم الوطن.‏

تآمروا.. تورطوا في فرض عقوبات اقتصادية على سورية.. والهدف الأساسي إخضاع الشعب.. فإذا بهم ومنذ اليوم الأول يكتشفون أن أنفسهم يعاقبون.. لتبدأ انعكاسات وتداعيات قراراتهم تلك وبالاً عليهم.. وليكتشفوا أنهم يعضون أصابع كلتا يديهم، في معركة أرادوها معركة عض أصابع.‏

لم يتركوا طريقاً أو أسلوباً إلا سلكوه.. جندوا أرباب السوابق.. فبركوا وألفوا.. سحبوا سفراءهم علّ وعسى تكون طريقة ناجعة للضغط، لم يكترث لهم أحد.. وبما أن الخطب وصل حد العنق خصصوا مئات ملايين الدولارات علها تكون طوق نجاة لهم.. لكن اثبتوا أنهم ليسوا جهّالاً في التاريخ والحساب فقط.. بل كذلك في الجغرافيا ونسوا أن تلك الأرض التي حاولوا تدنيسها هي أرض سورية، والتي تحمل على ظهرها وفي باطنها أقدم حضارات البشرية، ولأنهم كذلك.. أي جهال.. تراهم حتى اليوم يحاولون القيام « بدعسة» جديدة للخروج من الرمال السورية، وتراهم إلى مزيد من الصعود نحو الهاوية.‏

Mon_eid@hotmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية