تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الانتخابات.. حق وواجب

الصفحة الأولى
الإثنين 12-12-2011
كتب محرر الشؤون المحلية

إذا كانت الانتخابات واحدة من أدوات ممارسة الديمقراطية وتحقيقها، فإنها أيضاً إحدى أدوات التغيير التي يسعى لها المجتمع بكل تجلياته وفي جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهو الأمر الذي يؤدي الى بناء دولة المؤسسات التي يجري فيها بالضرورة تجديد الحياة في هذه المؤسسات بما يحقق أهداف الدولة والمجتمع.

اليوم نحن أمام استحقاق انتخابات مجالس الإدارة المحلية الهام الذي يعد ويعتبر أحد أهم حلقات الإدارة التي تعنى مباشرة بقضايا المواطنين الخدمية والتنموية، وعليه يمكن القول انه إذا كان من حق المواطن أن يحظى بفرصة الانتخاب لاختيار ممثليه الى هذه المجالس وفق معايير الكفاءة والنزاهة، فإن توجهه الى صناديق الاقتراع هو في الوقت عينه واجب عليه ينبغي عدم التخلف عن القيام به.‏

ومن هنا يمكننا ان نقول لكل أصحاب الدعوات بالمقاطعة مهما كانت أسبابهم ومهما تعددت أغراضهم وغاياتهم: قد تكون القوانين تسمح لكم بالمشاركة السلبية «المقاطعة» أي عدم قيامكم بأداء أحد واجباتكم الوطنية، غير أنه من الثابت أن هذه القوانين لا تسمح لكم بالتحريض على المقاطعة، بل إنها تحاسبكم لأن هذا التحريض هو فعل غير وطني ينطوي على محاولة العصيان والتحريض عليه، فضلاً عن أنه محاولة تسعى الى تعطيل العمل المؤسسي بالدولة.‏

وإذا كان لا يخفى على أحد أن سورية تشهد تغييرات وإصلاحات دستورية هامة، وهي في الحقيقة والواقع بداية جيدة وصحيحة وجادة لانجاز التغييرات الشاملة التي تحقق المصالح الاقتصادية والقضائية والاجتماعية التي تهم المواطن، فإنه لا يخفى أيضاً أن هناك من يعمل في الاتجاه المعاكس التزاماً بأجندات خارجية هدفها دفعنا الى الخلف وليس تعطيل تقدمنا الى الأمام فقط.‏

وعي السوريين الرفيع والمتقدم لكل ما يحاك لوطنهم، وإدراكهم لأهمية الدور الريادي الذي تقوم به سورية لا شك أنه سيضيف لهم حافزاً جديداً لإنجاح الانتخابات المحلية وكل الخطوات الإصلاحية الأخرى للنهوض بواقع مجتمعهم، وإفشالاً لكل المخططات الشيطانية والمؤامرات والمكائد التي تستهدفنا كسوريين وكوطن له ما له من دور قومي مهم قام ويقوم به، ولن تمنعه قوى الأرض لا اليوم، ولا غداً عن القيام به في حاضر ومستقبل الأيام والسنوات القادمة مهما كانت التحديات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية