تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هدير الطائرات.. وفحيح الأفاعي!

كواليس
الأحد 11-10-2015
سليم عبود

ضربات الطائرات الروسية على الجهات الإرهابية في سورية .. كانت أشبه بحجر ألقي في مستنقع اسن ..استنفرت ثعابينه بخطاب وهابي.. إخواني .. غربي .. صهيوني..أشد عدوانية ، وأكثر وقاحة من ذي قبل،ما يكشف بوضوح أن هذا الإرهاب الذي تدعي تلك الجهات أنها ضمن ((تحالف)) لمحاربته هو من صناعتها..

وأن هذا الهياج العدواني على الاتحاد الروسي والدولة السورية، حسم كل شك، وبانت الأمور بوضوح أن هؤلاء الذين استحضروا المرتزقة القتلة من كل أنحاء العالم هم قتلة وأعداء الشعب السوري.‏

الحرب على الإرهاب مستمرة..ولا أحد مبال بهذا الفحيح العدواني ..وستسقط تلك التنبؤات التي كانوا يطلقونها منذ سنوات ..بل ومنذ أشهر قليلة عن إسقاط النظام..وعن قوة داعش، وعن بقائها أكثر من عشر سنوات لتمزق بسكاكينها جغرافيا المنطقة وتاريخها وهويتها..قد سقطت بفعل ضربات الطيران الروسي بالتعاون مع الطيران السوري..وبشجاعة الجنود السوريين .. المندفعين بقوة وشجاعة لتطهير المناطق التي سيطر عليها هذا الإرهاب المدعوم عربياً وعثمانياً وغربياً وإسرائيلياً.‏

الأحداث تتحرك بسورية نحوالانتصار ..وتتحول وجوه الأنظمة العربية المتآمرة على سورية إلى أحذية..وإلى أفواه أفاع تضخ خطبها المهزومة، بلغة أكثر عفونة ..وأشد قذارة طائفية وعنصرية ومذهبية .. هذا الخطاب الذي يقذفونه اليوم في كل الاتجاهات ..وكانوا يقذفونه من قبل، وكان لديهم اعتقاد أنه سيحول سورية إلى جحيم ، وإلى رماد، تذروه الوهابية والإخوان في فضاءات الصهيونية والغرب الاستعماري.. وتنتهي حكاية المقاومة، والقضية الفلسطينية ..قد أفرغ من مضمونه واستهلك لأنه بدا خطاباً صهيونياً مسموماً ..وسقط بفضل وعي السوريين ونبضهم القومي..لا خطب طائفية ومذهبية تمر في سورية..لأن رئات السوريين مملوءة بهواء الكرامة والسيادة والمحبة والتماسك الوطني ..منذ خمس سنوات،ورياح الجحيم الوهابي الصهيوني ..تعصف تحت عنوان أسموه ((الربيع العربي)) ونظام آل سعود لايتوقف عن النفخ في نارها،وإدارتها، وتمويلها .. واقتحام العالمين العربي والإسلامي بعشرات التنظيمات المتوحشة،لتجتاح الجغرافيا العربية ..والوجود العربي بفكر وهابي عقيم،يقتل في هذا الوجود، كل إضاءة للحياة،النظام السعودي في كل يوم ..وعلى امتداد سنوات وجوده الطغياني يؤكد طغيانه، ودمويته، وانحرافه بسلوكه، وبتعامله مع شعبه وشعوب البلدان العربية والإسلامية..يحنّط العقول والأجسام، وفق قوانين الوهابية التي نبتت من رحم الصهيونية التي أدارتها سياسياً ورسمت لها أهدافها السياسات الاستعمارية ..نظام لا علاقة له، إنسانياً ودينياً وأخلاقياً وسياسياً بالعرب، والمسلمين .. ولا بما يتعلق بالحضارة، والسلوك الإنساني المنفتح والمتفتح.‏

نظام ينهض على قاعدة واحدة، أهم ركائزها:التكفير والإقصاء، والتدمير الفكري، والثقافي والسياسي للمجتمعات العربية والإسلامية ..نظام يقوده فكر متحجر، وتحت عناوين مزيفه..وهوالذي قام بتحريف الدين وفق منهج يخدم سلوكه وتوجهاته التي رسمت له من قبل بريطانيا في منتصف القرن التاسع عشر..نظام متعصب ، يسكب في رؤوس أتباعه شهوة القتل والدم والتدمير ..وحمل السلاح، وتدمير الأوابد والآثار، والجوامع، والتاريخ ، والتسامح ..من هو غير وهابي..سواء أكان على مذاهب أهل السنة أو الشيعة ..أو من أتباع الديانات الأخرى، باستثناء اليهودية ..هو كافر..هنا قضية تحتاج إلى قراءة دقيقة ..فثمة تقاطعات فكرية كثيرة تقوم بين الوهابية واليهودية الصهيونية .. كما هو الحال لم يكن تأسيس الإخوان من قبل بريطانياً ترفاً سياسياً أوفكرياً .. فلكل منهما نشأة، وفكر، وأهداف تصب في مصلحة الغرب الحاضن للصهيونية ..ولم يكن هذا الغرب يوماً في مواجهة على الأمة العربية ..إلا وكانت الوهابية، وكان الإخوان حليفين لهذا الغرب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية