أسباب التسرب المدرسي بدرعا.. غياب الرادع القانوني ... والتفكك الاسري
مراسلون الخميس 8-1-2009م سلامة دحدل أدت الجهود التي قامت بها مديرية التربية بدرعا في السنوات الاخيرة الى تقليص دائرة التسرب المدرسي في مدارس المحافظة والحد من انتشار الظاهرة والسيطرة عليها بشكل عام،
وقد تمثلت تلك الجهود بعقد الندوات في مدن وقرى المحافظة لشرح ظاهرة التسرب المدرسي وابعادها واهمية مواصلة التعليم بالنسبة للتلاميذ والقيام كذلك باستدعاء اولياء المتسربين والتباحث معهم واقناعهم باعادة ابنائهم للمدارس وكل ذلك من خلال التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بالمحافظة ، وتشير المعطيات حول الحالة الراهنة للظاهرة بان الجهود التي يبذلها المعنيون في تربية درعا قد اثمرت في معالجة المشكلة وانحسارها وخاصة في مدارس الحلقة الاولى من مرحلة التعليم الاساسي يدل على ذلك تراجع عدد المتسربين في تلك الصفوف ففي حين كان عدد المتسربين في عام 2006 اكثر من 9 الاف تلميذ وتلميذة تقلص هذا العدد الى نحو 7900 متسرب في عام 2007 ثم تراجع الى 5410 تلاميذ خلال العام الدراسي الحالي 2008 - 2009 منهم /815 تلميذا وتلميذة من الصف الثاني وحتىالصف السادس و /4556/ طالبا وطالبة من الصف السابع وحتى التاسع ويبدو من خلال الارقام التي أعلنتها شعبة التعليم الالزامي بدرعا منذ أيام أنها قد حققت بالفعل نجاحا كبيرا في معالجة ظاهرة التسرب المدرسي في مدارس الحلقة الأولى من مرحلة التعليم الأساسي ولكنها لم تحقق النجاح ذاته في الحلقة الثانية وان كان الوضع في هذا العام افضل بكثير من واقع الحال في الأعوام الدراسية االسابقة كما بينت الارقام المذكورة آنفا خاصة إذا علمنا ان عدد التلاميذ في مدارس التعليم الاساسي في المحافظة يصل حاليا الى /232865تلميذا وتلميذة ويؤكد المعنيون في تربية درعا ان المديرية تتخذ العديد من الاجراءات والاساليب الكفيلة بعودة المتسربين الى المدراس وفي مقدمة تلك الاجراءات تطبيق العقوبات الواردة في القانون /35/ للعام 1981 وذلك عن طريق المحاكم والتي تنص على تغريم ولي التلميذ مبلغ /500/ ل ..س في حال امتناعه عن ارسال ولده الى المدرسة وفي الامتناع للمرة الثانية يعاقب بغرامة مالية جديدة وهي /500/ ل.س مع السجن مدة شهر وإن استمر التسرب يعاد الحكم بالسجن والغرامة من جديد وقد ساهمت هذه الاجراءات في معالجة الظاهرة في صفوف الحلقة الاولى ،اما المتسربون من طلاب الحلقة الثانية اي من الصف السابع وحتى التاسع فلا يوجد قانون رادع بحق أوليائهم وهذا ما يعرقل النجاح في معالجة الظاهرة في صفوف تلك الحلقة حتى الآن ومن هنا لاحظنا كيف ان عدد المتسربين في صفوف هذه الحلقة خلال العام الحالي ما زال كبيرا ويبلغ 2556 طالبا وطالبة وقد أجمع الذين التقيناهم في تربية درعا على أن الوضع الاقتصادي المتردي لبعض الاسر السبب الرئيسي وراء تسرب أبنائهم اذ قال المسؤولون في التعليم الالزامي في تربية درعا ان الدراسات التي أجريناها أظهرت بأن الفقر والضيق الاقتصادي عوامل تقف وراء عدم التحاق بعض الاطفال بالمدارس وتسرب البعض الاخر منهم ويضاف الى ذلك سبب آخر لا يقل أهمية عن السبب الاول من حيث النتيجة وتزايد عدد المتسربين وهو حاجة بعض الاسر لأبنائها في العمل ومن العوامل الاخرى تفكك الاسرة وغياب رقابة الآباء وإهمالهم لأبنا ئهم .
|