|
رؤيـــــــة يرافقها تمنيات عميقة جدا بأن يكون كانون الثاني الفلسطيني شبيها بتموز المقاومة اللبنانية، كلنا نشترك في الألم فهو يوحدنا ويجعلنا نشعر بأن ثمة مشاعر إنسانية تتفق على أن إراقة الدم لا يقدم عليها إلا البرابرة. وإن كان هذا حالنا نحن الذين لا نملك سبيلا للمؤازرة إلا الحبر والقلم فما حال أولئك الذين يفاخرون بأن الدم الفلسطيني «ليس رخيصا» في الوقت الذي يقطعون قربة الهواء الوحيدة على الغزاويين. في الأسبوع الثاني من العاصفة الاسرائيلية على القطاع تشابهت الألوان، وكلنا انفعل بألوان الأخبار الفاقعة وكتب ويكتب عن غزة ، وكأن لسان حال جميعنا يردد بيت المتنبي« فليسعد النطق إن لم تسعد الحال» كلنا يكتب من فيض غضبه، فالصمت تواطؤ أيضا يشبه الخيانة العظمى الى حد بعيد. وفيما كنا نلملم دفاتر العام الماضي ونجهد في التفاؤل بعام جديد تتسع فيه حدقة الشمس، كنت أتساءل عن الصيغ العملانية التي سيترجم فيها العرب احتفاءهم بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي بعد أن سلمتها دمشق الراية، ولم يطل انتظاري للجواب، فالدم الفلسطيني الذي تطرزه اسرائيل على أجساد أطفال غزة كفيل بإقامة ألف معرض تشكيلي في عواصم العرب من الماء الى الماء، وصور البشاعة الاسرائيلية يمكنها صناعة ألف فيلم سينمائي بالأحمر والأحمر فقط. |
|