|
ثقافة واليوم وكل يوم هو زمن الشعر زمن الكلمات المقاتلة، زمن الشعراء الذين يستمدون ابداعهم من جذور هذه الارض من نسغها من عنفوانها.. توفيق زياد الشاعر العربي الفلسطيني الذي قضى حياته مناضلاً من أجل قضيته كان سلاحه الشعر وكلماته عن العدوان احدى قصائده الاشهر كأنها كتبت اليوم كأن الحجب قد رفعت ، حجب ما يحيق بنا من مؤامرات ودسائس ومحاولات قلب الحقائق. كلمات عن العدوان ، احدى شهادات الابداع على همجية المحتل الصهيوني ، هي قصيدة الامس واليوم والغد وهي الشهادة على العصر ، شهادة على ما جرى ويجري وسيجري، هي القول الفصل للطغاة الصهاينة : أنتم عبء على الانسانية أنتم خارج الاطار الحضاري، أنتم الغيم الأسود ، أنتم من يزرع الموت والقهر والدمار، أيها الصهاينة لن تبقى جرائمكم بلا عقاب ، بلا حساب ، أنتم لا تستلهمون التاريخ ولا تتعظون منه، قصيدة الراحل توفيق زياد الذي قضى بعد اتفاقيات أوسلو كأنها مكتوبة الآن بدم أطفال غزة، بدمنا، هي صرختنا هي آلامنا. يا بلادي، أمس لم نطف على حفنة ماء ولذا لن نغرق الساعة في حفنة ماء من هنا مروا إلى الشرق غماماً أسودا يطؤون الزهر والأطفال والقمح وحبات الندى ويبيضون عداوات وحقداً وقبوراً ومدى من هنا، سوف يعودون وإن طال المدى هكذا مات، بلا نعي على الرمل شهيد طلقة في رأسه، صيحة قهر ووعيد حفر القاتل في مدفعه رقماً جديدا ومضى يبحث ، مثل الذئب، عن رقم جديد وعلى بضعة أمتار بكى طفل وليد عندما مر على جبهته السمراء جنزير حديد لا تقولوا لي: انتصرنا إن هذا النصر شر من هزيمة نحن لا ننظر للسطح ولكنا نرى عمق الجريمة لا تقولوا لي انتصرنا إننا نعرفها هذي الشطارة إننا نعرفه الحاوي الذي يعطي الإشارة إنه سيدكم يلهث في النزع الأخير إننا نسحبه، من أنفه، سحبا إلى القبر الحقير ما الذي خبأتموه لغد؟ يا من سفكتم لي دمي وأخذتم ضوء عيني وصلبتم قلمي واغتصبتم حق شعب آمن لم يجرم ما الذي خبأتموه لغد يا من أهنتم علمي وفتحتم في جراحاتي جراحاً وطعنتم حلمي ما الذي خبأتموه لغد إن غدا لم يهزم إنكم تحيون من عشرين عاماً حلم صيف ذا رواء وتصيدون لأمر الغير في بحر دموع ودماء إنكم تبنون لليوم وإنا لغد نعلي البناء إننا أعمق من بحر، وأعلى من مصابيح السماء إن فينا نفساً أطول من هذا المدى الممتد في قلب الفضاء أي أم أورثتكم، يا ترى نصف القنال؟ أي أم أورثتكم ضفة الأردن سيناء، وهاتيك الجبال إن من يسلب حقاً بالقتال كيف يحمي حقه يوماً إذاً الميزان مال؟ ثم..ماذا بعد ؟لا أدري، ولكن كل ما أدريه أن الأرض حبلى والسنون كل ما أدريه أن الحق لا يفنى ولا يقوى عليه غاصبون وعلى أرضي هذي لم يعمر فاتحون فارفعوا أيديكم عن شعبنا لا.. تطعموا النار حطب كيف تحيون على ظهر سفينة وتعادون محيطاً من لهب؟ فارفعوا أيديكم عن شعبنا ياأيها الصم الذين ملؤوا آذانهم قطناً وطين إننا للمرة الألف نقول نحن لا نأكل لحم الآخرين نحن لا نذبح أطفالاً ولانصرع ناساً آمنين نحن لا ننهب بيتاً أو جني حقل ولا نطفي عيون ونحن لا نسرق آثاراً قديمة نحن لا نعرف ما طعم الجريمة نحن لا نحرق أسفاراً ولا نكسر أقلاماً ولا نبتز ضعف الآخرين فارفعوا أيديكم عن شعبنا يا أيها الصم الذين ملؤوا آذانهم قطناً وطين إننا للمرة الألف نقول لا، وحق الضوء من هذا التراب الحر لن نفقد ذرة إننا لن ننحني للنار والفولاذ يوماً قيد شعرة كبوة هذه وكم يحدث أن يكبو الهمام إنها للخلف كانت خطوة من أجل عشر للأمام. |
|