|
أخبار والتصدي البطولي لجيش الاحتلال ودباباته في مناطق القطاع ، التي تعرضت للاجتياح تحت غطاء كثيف من نيران المدفعية ، والصواريخ الثقيلة والقذائف الفوسفورية المحرمة ، هو انتصار آخر للدم على السيف ، وللخيار والفعل المقاوم على مشروع التصفية والإلغاء والاستسلام . فرغم الهمجية والاستخدام الوحشي المفرط للقوة ، وانتهاج حكام تل أبيب لسياسة الأرض المحروقة ضد المدنيين العزل ، فإن المقاومة الفلسطينية الباسلة استطاعت بإمكاناتها وقدراتها المتواضعة ، وبإرادة وتضحيات رجالاتها ، وبحجم الخسائر التي ألحقتها بالمعتدي حتى الآن ، أن ترسي معادلة للتوازن والردع نسفت إلى غير رجعة ، نظريات الأمن والتفوق الإسرائيلية ، وإمكان الحسم السريع عن طريق الحروب الخاطفة . وإذا كان الحراك السياسي الخجول و المتعدد باتجاه المنطقة ، على تأخره ووقوعه تحت تأثير ضغط الشارع المتفجر في أنحاء العالم ،غضباً وإدانة لحرب الإبادة والمحرقة تنفذها إسرائيل ، في هذا الجزء المحاصر والمجوع الأكثر اكتظاظاً في العالم ، يبحث عن حل للأزمة ومخرجٍ سياسي لإسرائيل من الورطة ، فهذا يجب ألا يعني إعطاء المكافآت للمعتدي ، أو إعفاء المجتمع الدولي بدوله كافة من مسؤولية التقاعس ، وإدارة الظهر لمجازر وجرائم حرب هي برسمه . مجدداً يجب أن تدفع إسرائيل الثمن وأن تعاقب ، وما من احد يستطيع ان يسامحها على ما اقترفت من فظائع وآثام ، هي لوثة في سجلها الدموي الأسود ، وهروب وفشل واندحار مذل لعربدتها وعجز عن المواجهة في الميدان ، لا يمكن أن يغطى وأن يعوض ، ومحال لسياسة الجنون ولهوس الثأر من المدنيين العزل ، وذبحهم وأطفالهم في مدارس الأمم المتحدة أن تسمى ( بطولة ) وأن تستجر انتصاراً. |
|