تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث .. اتفاق فيينا يضبط الحراك.. أميركا إلى المراوحة والمشيخات تحتقن

الصفحة الاولى
الثلاثاء 21-7-2015
كتبت عزة شتيوي

هي الورقة النووية بيد طهران ترسم ملامح المشهد في المنطقة لتمحى بجرة القلم الأميركي كلمة الجديد من هذا الشرق الأوسط وتمزق بالاتفاق خرائط وأحلام المحافظين الجدد بالجزء الثاني من سايكس بيكو بعد ان استعصى مروره من ابواب دمشق وقرارها.

لم تتخل واشنطن عن أحلامها لكنها استدارت في خسارتها لتعطي الظهر الى الحلفاء, وتترك السعودية وإسرائيل في عرائهم السياسي يفجرون غيظهم لطما اعلاميا وصراخا دبلوماسيا وصل حد كشف كل الأوراق الخاسرة على الطاولات الدولية أمام ورقة ايران الرابحة.‏

لم يتغير المشهد بعد تلك المصافحة الايرانية بيد قوية, وذاك الاستسلام الأميركي على طريقة السلام, لكنه بات أوضح وسقطت عنه كل غرابيل الخليج واسرائيله.. سقطت الأوهام بأن يمروا الى المنطقة مرور اللئام يقطعون الأجساد والأوطان ويتربعون بالكروش على العروش تحت الأقدام الاسرائيلية.‏

لم يتغير المشهد بعد توقيع الاتفاق فلم تكن السعودية قوة اقليمية خلال عقود مرت لكنها استدركت اليوم انها قوة ارهابية تنفجر باحتقانها وتبقى مضطرة لتبتلع لسانها وسط هذا الاذلال الأميركي لها بتذكيرها بأصلها الوهابي وفصلها الارهابي كلما رفعت رأسها.‏

لم يتغير المشهد فإسرائيل تبقى طفل واشنطن المدلل لكن الأميركية قد بدأت بفطامه وعلى ذلك الكيان أن يتحمل تبعات سياساته وانعكاسات الورقة الايرانية التي تحد من غطرسته وطموحاته الجغرافية والوجودية في المنطقة, وان لم يرض نتنياهو ما أرضى آل سعود بفتح مغارة التسليح الأميركية بعبارة (جوائز للترضية) فلن يغير وصول كارتر الى المنطقة سوى للإخبار بأن واشنطن غادرت طاولة القمار الداعشي متممة واجبات التعزية لحلفائها في خراب المنطقة.‏

لم يتغير المشهد بل باتت قبلته معلنة وباعتراف أممي وبصم غربي بـ(العشرة).. ايران في ميزان المنطقة هي الأثقل اقليميا في حين يبقى معيار التوازن العربي والعالمي سورية.‏

هنا حيث تبدأ مكافحة الارهاب الجدية بما تحوي تلك الشباك السورية من صيد استخباراتي للاسرار الداعشية, وتلك الخبرة الدقيقة للجيش العربي السوري الذي صمد وسط كل هذا الجراد المتطرف المتعدد الجنسيات, والقادم من كل القارات لتنفيذ الأجندات الغربية التي باتت اليوم ركاما محروقاً.‏

دمشق اليوم كما كانت هي مفتاح المنطقة العربية وبوابتها بعد أن بقيت تلك البوابات الخليجية مخلوعة وهي من ظنت أنها بتمرير الإرهاب الى سورية, ستضمن صلاحياتها لكن ربيعهم العربي ضمن سقوطهم وهوى حتى برأسهم الأميركي ليترك كيري وأوباما قيادة القطبية الأحادية, ويحتلا المنابر الاعلامية دفاعا عن ربح اتفاقهم الخاسر, وهما للشهادة التاريخية أول المدركين لحجم الخسارة لذلك أتقنا الاستدارة وتركوا الحمل الارهابي للمبادرة الروسية التي بدأت بترتيب أجوائها وحلفائها من سورية الى ايران، أما من تبقى على قيد الحماقة فسيجبر للذهاب الى أجواء موسكو السياسية بعدما تلبدت أجواؤه بالدماء وارتداد الارهاب من تركيا الى السعودية الى الداخل الغربي الذي بدأ يهيئ نفسه للارتداد الداعشي العكسي، فقد سقط الوهم الاستخبارتي الغربي الذي لايقهر, ولاحت طائرات التحالف فوق الرقة لتقصف مجددا بالورق وبعبارات (ستشرق الحرية) لاعجب.. فمزيد من أوكسجين الأمل للارهابيين سيجعل احتراقهم كاملاً.. واشنطن تتقن لعبة الوقت وقد تعبث بعقاربه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية