|
حدث وتعليق زاعمين أن خارطة الأرقام التي حصلت عليها الأحزاب الأخرى تؤشر إلى تبدل في المزاج السياسي الاسرائيلي قد تعيد الكيان إلى مربع آخر أقرب للاعتدال في التعامل مع الصراع في المنطقة ومع دولها. لكن هذه الرؤية التي روج لها البعض استناداً إلى فوز «يش عاتيد» المذيع والصحفي والذي يرأس حزب «يوجد مستقل» الجديد لا تعبر عن حقيقة هذا الكيان العنصري الذي ولد على القتل والإرهاب وعاش عدة عقود على هذا الطريق واستمر بفضل سياساته العنصرية. وإذا كان أصحاب هذه الرؤية يقولون بأن نتنياهو سيضطر بعد فوزه بـ 31 مقعداً فقط أن يتّجه نحو تشكيل حكومة «يسار وسط» أو «يسار وسط» تضم بعض الأصوليين أو تشكيل حكومة متطرفة يمينية ضيقة تجمع حزبه مع «شاس والبيت اليهودي وغيرهما» إلا أن الوقائع منذ عقود وحتى يومنا تؤكد أن سياسات كيان الإرهاب والقتل ظلت على الدوام هي هي، سواء كانت من اليمين أم من اليسار أم من اليهود الشرقيين أم الغربيين وسواء كانت تضم العلمانيين أم المتدينين وأن الجميع «حمائم وصقوراً» كانوا متفقين على قتل العرب واغتصاب حقوقهم ومصادرة أراضيهم وبناء المستوطنات فوقها. فهل توقف الاستيطان في عهد هذه الحكومة أو تلك مهما كانت أطرافها الحزبية؟! وهل أعاد أحد حقاً واحداً للفلسطينيين؟ وهل أثمرت المفاوضات مع الفلسطينيين شيئاً أو تقدمت شبراً واحداً إلى الأمام؟!. إن الحقيقة الوحيدة التي يمكن البوح بها -ومن غير تردد- أن اسرائيل ستظل كيان الإرهاب والقتل مهما كانت نتائج الانتخابات فيها لأن الطبع غلب التطبع ولأن كياناً ولد بشكل قسري عبر ممارسة الإرهاب لن يستطيع تبديل جلده العنصري مهما كانت المسرحيات!!. |
|