تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية تناديكم..!!

أروقة محلية
الأحد 27-1-2013
إسماعيل جرادات

إن ما صدر عن وزارة الداخلية من تعليمات لكافة أجهزتها وبخاصة الحدودية لتسهيل دخول وعودة السوريين الذين غادروا البلد بسبب الأحداث سواء كانت مغادرتهم مشروعة أم غير مشروعة وبغض النظر عن الإجراءات المتخذة بحقهم إنما يشكل خطوة متقدمة باتجاه عودة كل السوريين

إلى وطنهم الأم ويساهم في عملية الحوار الذي يعد المنطلق الأساس لبناء سورية المتجددة في إطار برنامج سياسي يكون كل السوريين مشاركين في بناء وطنهم بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية لأن سورية الوطن تتسع لكل مواطن حر شريف غيور على ألا يدمر بلده بدوافع أجنبية ذات مطامح وأطماع الكل يعرفها ويأتي في مقدمتها حرف سورية عن خطها الوطني المقاوم لكل المشاريع الصهيوأميركية خليجية، ولا نظن أن سورياً واحداً يقبل أن تدمر بلده من أجل مطامع يريدها الآخرون.. ولا نظن أن سورياً واحداً يقبل أن يركع أو يقبل أياد تلوثت بقتل أبناء بلده.. ولا نظن أن سورياً واحداً يقبل أن يقبل سوى تراب الوطن، لأن هذا التراب ثمنه غال، فمن أجله ضحى الآباء والأجداد.. ومن أجله قدم السوريون آلاف الشهداء ليحيا هذا التراب حراً كريماً لا تدنسه قدم غادر أو محتل.. هكذا نحن نفهم الوطنية والارتباط بالأرض التي تمثل العزة والكرامة.‏

إن الدعوة التي أطلقتها الدولة الوطنية السورية للحوار إنما هي دعوة صادقة تنبع من الحرص على أن يكون بناء سورية المستقبل مسؤولية كل سوري وطني في الداخل والخارج وقد حددت الداخلية شروط دخول أي معارض مقيم خارج الأرض السورية للإقامة والمغادرة دون التعرض له بغرض مشاركته في الحوار الوطني وبالتنسيق مع وزارة المصالحة الوطنية واللجنة الوزارية المعنية بالحوار، ولا يظن أحد أن سورية غير جادة في إجراءاتها بل على العكس هي الآن أكثر جدية من أي وقت مضى لأن بناء سورية المتجددة يتطلب أن يسهم فيه كل السوريين الذين لم تتلوث أيديهم بالقتل والدمار وحتى أن العفو يطال من حمل السلاح وقام وسلم سلاحه للدولة الوطنية فإن العفو يطاله اللهم إذا لم تكن بحقه قضايا شخصية.‏

الحوار الوطني السوري السوري سينطلق وإن المصالحة بين كل أطياف المجتمع السوري ماضية، لأن السوري لا يحقد على من أساء إليه.. هو يمد يده متناسياً الجراح لأن سورية أغلى وأثمن من كل شيء لذلك علينا جميعاً الترفع عما أصابنا من جراحات ولنمضي في بناء بلدنا من جديد ونعيد الأمن والأمان اللذين كنا ننعم بهما سنوات طوال.. فلا تفوتوا فرصة التسامح التي أطلقتها الدولة الوطنية السورية.. الباب مفتوح لكل من يحب سورية الوطن.. سورية التي نحبها ونعشقها فلا تخربوها من أجل حفنة من الدولارات.. لا تخربوها من أجل إرضاء الصهيونية.. لا تخربوها من أجل الارتماء في أحضان الطامحين لعودة احتلالنا من جديد.. سورية أغلى وأثمن من كل شيء فلندافع عنها بكل ما نملك من قوة.. لا تجعلوا حفنة من أشباه الرجال الذين ارتموا في أحضان الصهيونية يقودونكم إلى الجحيم..!!‏

asmaeel001@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية