تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كاتب جزائري: مَنْ صنع ما يسمى بالربيع العربي يحــاول اليـــوم استغـلال «الربيع الإفريـقي»

الجزائر
سانا
صفحة أولى
الأحد 27-1-2013
حذر الكاتب الجزائري جمال لعلامي من محاولات الاطراف التي صنعت او على الاقل ركبت رياح ما يسمى الربيع العربي استغلال ربيع افريقي يراد له ان يهبّ على منطقة الساحل والصحراء الكبرى

من خلال نافذة مالي منتقدا ازدواجية معايير الدول التي تستغل خيرات الشعوب واستخدامها للارهابيين لخلق الفوضى في سورية وليبيا ومحاربتها لهم في مالي.‏

وقال الكاتب في مقال نشرته أمس صحيفة الشروق الجزائرية تحت عنوان ساحلستان والربيع العربي ان الدول التي حلبت خيرات الشعوب وحولتها إلى غنائم قادمة من مستعمراتها القديمة نجحت إلى أن يثبت العكس في تفخيخ عدة دول وتحويلها إلى مرتع غير امن مذكرا بأن تونس ومصر وليبيا ما زالت تواجه مصيرها وتداعيات ما يسمى الربيع العربي الذي هبت رياحه قبل أكثر من سنتين والذي تحول إلى خريف تتساقط فيه أوراق الامن والاستقرار.‏

وأضاف الكاتب لعلامي ان الحرب التي اندلعت منذ أيام في مالي مازالت تثير الغموض والابهام ويحاول فيها الخبراء والمحللون اضاءة الزاوية المظلمة من غرفة العمليات مستغربا استخدام الناتو أقوى الالات العسكرية لإسقاط النظام في ليبيا وانتقال القوات الاجنبية إلى أراضي مالي لكن تحت مسمى اخر هو مطاردة الجماعات الاسلامية المسلحة وانقاذ الماليين منها وليس لتحريرهم من النظام المالي مثلما حدث في ليبيا.‏

ولفت إلى المؤامرة المستمرة لتفتيت الامة العربية والاسلامية وقال: ان المطالبة برحيل النظام لم تتوقف في مصر وتونس رغم الاطاحة بالانظمة السابقة وصعود أنظمة جديدة قيل انها نابعة من ارادة الشعوب مضيفا في خضم نقل الثورة إلى الفوضى يستمر قتل الابرياء والعزل في سورية الجريحة مشيرا إلى وجود المسلحين المتطرفين واعلان بعضهم التحضير لقيام الدول الاسلامية من الشام.‏

كما تطرق الكاتب إلى الاعتداء على القاعدة البترولية بعين اميناس الجزائرية من طرف لفيف أجنبي شكله ارهابيون من جنسيات متعددة مشيرا إلى ان التداعيات الاولية لما بعد هذا الاعتداء تؤكد أن هناك محاولات دنيئة لاقحام الجزائر في حرب غير مقتنعة بها وجرها إلى مستنقع تدرك جيدا عمقه وقذارته تزامنا مع مساعي أفغنة الساحل وتحويله إلى ساحلستان.‏

وبين الكاتب في هذا الصدد موقف الجزائر التي لم تتردد منذ البداية في رفض العملية العسكرية الدولية في مالي والدعوة إلى التفريق بين معاقل الارهابيين ومواقع الازواد والسكان الاصليين مؤكدا أن للحرب على مالي أهدافا أخرى مثلما كان للربيع العربي أغراض مستترة.‏

ورسم الكاتب صورة لما ستؤول اليه الاحداث بالقول: بدأ الان انفجار الغام سيصيب أولا الدروع البشرية التي هيأتها المخابر الغربية لاعادة رسم خارطة يمسح منها أصحاب الاستراتيجيات السطحية والمسطحة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية