|
مراسلون ولنبدأ من /المسلخ/ دائرة المذبح الفني, فالمسلخ حالياً لا تتجاوز ذبائحه في اليوم ال1300-1400 رأس من غنم العواس كحد أقصى إضافة إلى 60-70 رأساً من العجول, وهذا العدد كما يؤكد د. فوزي جاويش مدير المسلخ انخفض عن السنوات السابقة إلى أقل من النصف وذلك على الرغم من السماح حالياً لذبح إناث العواس, حيث يتم ذبح ما يقارب ال200 رأس يومياً ,ومع ذلك فالكميات لا تكفي حاجة حلب ومبرر ذلك كما يضيف د. جاويش هو تعويض النقص من خلال اللحوم التي تذبح في المذابح السرية لكون أسعارها أرخص, لافتاً إلى أن هذه المذابح لم تستطع الجهات المعنية القضاء عليها نهائياً. المذابح السرية: تقول المعلومات إن أكثر من 200 مذبح سري في حلب وأكثر هذه المذابح انتشاراً في مناطق ( باب النيرب - طريق عسان - دكاكين حجيج- قارلق - كرم الخصيب -الفردوس - طريق الباب) ويبدأ عادة عمل هذه المذابح يومياً من الساعة الرابعة بعد الظهر وحتى آخر الليل, ويؤكد الحرفي عبد الفتاح ديري رئيس جمعية اللحامين أن أكثر من ثلاثة آلاف ذبيحة و 150 بقرة يتم ذبحها يومياً في المذابح السرية وتمثل هذه الذبائح كل ما هو ممنوع ذبحه لأسباب متنوعة مثل (النعجة والفطيمة) والأبقار المريضة أو الهرمات بل وحتى ( الفطيس) وما يحصل يتابع السيد (ديري) أن جميع هذه الذبائح توزع ليلاً على محال اللحامين لتقطع وتكون جاهزة للبيع في صباح اليوم التالي وما يتبقى منها يتم توزيعه على بسطات التهريب المنتشرة في المناطق المذكورة ليباع بأسعار متفاوتة تبدأ من ال100 ليرة وصولاً إلى ال250 ليرة للكلغ الواحد, وما يؤكد مصداقية المعلومة يضيف ديري هو وجود حوالي ثلاثة آلاف حرفي يعملون بهذه المهنة ومنهم 1200 حرفي فقط مسجل بالجمعية ويؤمنون حاجتهم من اللحوم النظامية المذبوحة عن طريق المسلخ وذلك على الرغم من أن بعضهم ( أي الحرفيين النظاميين) لا يمكن تبرئتهم من عمليات تأمينهم للحوم المهربة لكن ما يجزم عليه ديري أن ال1800 حرفي المتبقي وغير النظامي يؤمنون لحومهم من المذابح السرية. الدباغات خير دليل: بطبيعة الحال ولكي لا نسرح بعيداً فإن ما يؤكد حديث السيد ديري وصول كميات من جلود الأغنام يومياً إلى منطقة الراموسة التي تضم أكثر من 20 منشأة لدباغة وتصنيع الجلود وهذه الكميات كما أفادنا بها بعض عمال هذه المنشآت يتراوح عددها بين ال4-5 آلاف , والتساؤل المطروح إذا استثنينا ال1400 جلد غنم العواس الصادر عن المسلخ يومياً فإن الكميات المتبقية تعود لجلود ( النعجة والفطيمة) التي تذبح في المذابح السرية والتي يفضلها أصحاب الدباغات عن جلود غنم العواس لرخص سعرها, حيث يباع جلد غنم العواس الواحد الصادر عن المسلخ ب400 ليرة في حين تباع جلود (النعجة والفطيمة) ب 200 ليرة وأحياناً أقل. آلية الغش: ومع أن شريحة كبرى من أهالي حلب تعتمد على لحوم العجول في استهلاكها بسبب رخص أسعارها قياساً مع أسعار الأغنام إلا أن هذا الموضوع يتميز بغش مخفي يجهله المستهلك الضحية شأنه في ذلك شأن الغش بلحوم الغنم. ويتمثل ذلك كما يشير السيد حمود المرعي- تاجر عجول بحلب أن معظم اللحامين المختصين ببيع لحوم الأغنام أو العجول يخلطون ويجمعون نوعين من اللحوم في محالهم ويبيعونه إما على أساس أنه لحم غنم العواس أو لحم العجول التي تم فحصها وذبحها في كلا الحالتين في المسلخ بشكل نظامي, ولأنه مختص بالعجول ومتعاقد مع بعض محطات الأبقار للدولة يؤكد (المرعي) معرفته بالعديد من أصحاب المحال الواقعة في سوق (باب جنين) بحلب وبعض الأماكن الأخرى المتفرقة والتي تستجر من عنده كمثال عجلاً واحداً نظامياً في الأسبوع ليعلق على واجهات محالهم للتستر, في حين أنهم ( أي أصحاب هذه المحال) يبيعون أكثر من ثلاثة عجول اسبوعياً ما يعني والكلام للسيد (مرعي) أن العجول الأخيرة انما هي أبقار لا يعلم أحد درجة نوعيتها وجودتها, وهذا ما أكده أيضا السيد ( عبد الفتاح ديري) رئيس جمعية اللحامين مضيفاً أن عمليات الغش في محال اللحامين النظاميين المختصين بالأغنام تقوم على ذات المعطيات, حيث يعلق صاحب المحل لحم غنم العواس على الواجهة في حين يقوم وبنفس الوقت بتأمين حاجته من اللحوم من المذابح السرية (نعجة وفطيمة) وتباع كلها على أنها لحوم غنم ذكر العواس ,وذلك رغم وجود قرار من الجمعية الحرفية للحامين ينص على منع الجمع بين نوعين من اللحوم ذكر وانثى وللعجل و الغنم على حد سواء, وهذا القرار موجود فقط في حلب دون باقي المحافظات منعاً للغش لكن ما يحصل يتابع ديري أن قلة من هذه المحال من يتقيد بهذا القرار. وبهدف معرفة نوعية اللحم وتحديد درجته وتأكيد عملية ذبحه في المسلخ فقد اعتمد (المسلخ) دائرة المذبح الفني بحلب أشكال أختام مخصصة لوسم لحوم الأغنام والعجول والأبقار ولكي لا يختلط الأمر على المستهلك تسعى جمعية اللحامين خلال هذه الأيام لإعداد لائحة بهذه النماذج والأختام وتوزيعها على اللحامين مع التأكيد على وضعها في مكان بارز ليراها المستهلك. جولة وآراء: لأن سوق (باب جنين) للحوم المتنوعة هو الأكبر في حلب فقد توجهنا إليه وخلال استطلاع آراء بعض المواطنين على اختلاف شرائحهم أجمع العديد على انعدام الرقابة كلياً على هذه السوق, وخلال جولتنا تقدم إلينا رجل مسن قائلاً:(بني.. لا أحد يعلم ما نأكل من لحوم فالغش متفشٍ وأن تحظى بلحام يخاف الله في عمله ويكون معتدلاً في أسعاره فهذا ضرب من المحال في هذه الأيام) في حين أردف آخر قائلاً:(حتى لو قطع لك القصاب حاجتك من اللحم المختوم نظامياً وأمام عينيك فلن تكون متأكداً من أن الختم يعود لدائرة المذبح الفني ولاسيما عندما تريد فرمها كباباً وإلا فما معنى أن تكون ماكينات الفرم في غالبية المحال موجودة في طرف لايراه المستهلك. كلمة أخيرة: ما نؤكد عليه هو ضرورة حماية المستهلك وهذا واجب على الجميع دون استثناء ( التاجر - التموين - جمعية اللحامين - المذبح الفني - الشؤون الصحية - جمعية حماية المستهلك )- أولا وأخيراً- التأكيد على صحوة الضمير المتمثل في عدم الاتصال وتحذير أصحاب المذابح السرية من قبل الجهات الرقابية لقمع المذابح السرية, الأمر الذي تعرفه الجهات الرقابية وغيرها. وللضرورة نؤكد على أن تقوم الحملات بعد الساعة الثالثة ظهراً وحتى آخر الليل كما نطالب بوجود دورية مرور على مفرق منطقة الراموسة بحلب لمصادرة السيارات القادمة إلى الدباغات والمحملة بجلود ( النعاج والفطائم) و... وآه من طلباتنا ولكن من يستجيب.. |
|