|
آراء الرواتب الحالية لم تعد قادرة على تسديد استهلاك العائلة التي لا يتعدى طعامها الفول والحمص والبرغل المرشوش بقليل من زيت المازولا أو زيت بذر القطن بدلا من زيت الزيتون الذي يشكو منتجوه من بقائه في الخزن فلا الدولة سعت إلى تصديره ولا المواطنون اتجهوا إلى شرائه لضعف قدرتهم الشرائية والموسم القادم ينبىء بموسم جيد وهنا يجتمع الفرح والقلق ,الفرح بموسم جيد ..والقلق بإضافة كساد إلى كساد قديم ,ولسان حالهم يقول: لانعرف من أين ستفتح النافذة . الفرق بيننا نحن في المؤسسة التشريعية وبين الحكومة ,الحكومة لديها الجواب ونحن لا نمتلك إلا السؤال الذي هو في حقيقته سؤال الناس ونتمنى على الحكومة أن تلتقطه أذنها بأنينه ووجعه ,فربما يدفع بها ذلك إلى اتخاذ الإجراءات السريعة لتذهب بهذا الأنين والوجع من حياة المواطن السوري الذي يعرف أن أسعار النفط خلال ثماني سنوات مضت ارتفعت من عشرة دولارات للبرميل الواحد إلى مئة دولار وهذا السعر مرشح للارتفاع ,ويعرف أن الدولة تشتري قرابة 54% من حاجة الوطن من المازوت المستهلك بأسعار تقارب الخمسين ليرة لليتر ,ويعرف أن أكثر من خمس المازوت يهرب من منافذ نظامية وغير نظامية وأن قرابة مليار ونصف المليار يذهب إلى لبنان وحدها كما نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية قبل أسبوع ,ناهيك عما يهرب من المازوت إلى الأردن وتركيا ,ولكن المواطنين لا يعرفون كيف لا تستطيع الدولة بما أوتيت من قوة على وقف هذا التهريب أو بالأحرى هذا النزيف للاقتصاد السوري ..هذا سؤال ساخن موجه إلى الحكومة التي تبرم رأسها كلما سئلت عنه . المواطن السوري يعرف أن الإدارة الأمريكية ودولا أوربية وإقليمية تعمل على حصارنا اقتصاديا وسياسيا لأن مواقف القيادة السورية وطنية وقومية وعروبية ,ويعرف هذا المواطن أن جفافا أصاب حقول العالم الزراعية وأحدث قلة في عرض المنتجات الزراعية ..وبالتالي زيادة في أسعار المنتج الزراعي سواء أكان مصنعا أو غير مصنع وأن أسعار الأعلاف ارتفعت وارتفع معها سعر الألبان والأجبان والسمون ولحم الدجاج والخراف والعجول ,وأن الناتج الزراعي في الدخل القومي تضاءل لأسباب تتعلق بسياسات الحكومة تجاه الزراعة إضافة إلى عوامل طبيعية ويعرف أن النفط تضاءل إنتاجه المحلي وانعكس ذلك الانخفاض على( الموزانة العامة ,وعلى سياسة الدعم وعلى واقع الخدمات المقدمة للمواطنين وعلى الموازنة الاستثمارية ,ويعرف هذا المواطن أيضا أن التحديات الاقتصادية التي تواجه القطاع العام والخاص كبيرة ,فالقطاع العام باني سورية الحديثة ,وصانع قاعدتها الاقتصادية الصلبة التي تحطمت عليها كل المؤامرات في الماضي يمر في مرحلة صعبة لأسباب كثيرة جدا لا علاقة لها بجوهر القطاع العام كنظام اقتصادي وإنما بالظروف التي خضع لها هذا القطاع في التعيين والدعم وإهمال تجديد هذا القطاع فنيا وماليا وإنتاجيا ,وبالرغبة لدى بعضهم عبر سنوات بتراجع دور هذا القطاع في حياة الناس وفي حياة الاقتصاد السوري ..ربما لصالح القطاع الخاص الذي اتسعت استثماراته ...ونتمنى أن يكون هذا القطاع في الرعاية المشددة للخروج به إلى العطاء وليس في العناية المشددة كما وصف أحدهم . المواطن السوري مؤمن إيمانا راسخا بهذا الوطن وبقائده الرئيس بشار الأسد , ومؤمن بأن المواقف القومية التي يقفها هي مصدر فخر واعتزاز ليس للسوريين وحسب وإنما للعرب جميعا ولكل القوى المناضلة في العالم .. المواطن السوري الذي يعرف كل ما تقدم ..يجهل كيف تفكر الحكومة لتجاوز تلك الأزمة ويجهل الإجراءات التي تنوي اتخاذها بشأن كل القضايا الضاغطة على عيش المواطن والسؤال لماذا لا تتصارح الحكومة مع هذا المواطن عبر وسائل الإعلام والمنظمات حول كل ذلك ..نعم هناك أزمة غلاء محلية وعالمية .. ولكن على الحكومةأن تتصارح مع المواطن كيف تفكر بمعالجتها لتزرع فيه الاطمئنان ,والثقة بأنه في ظل حكومة تمسك بالأزمة بشكل علمي لمعالجتها متجاوزة الخطب . تقول الحكومة : إنه تم تسعير المحاصيل الاستراتيجية الحبوب ..والسؤال : ماذا عن المنتجات الزراعية الأخرى برتقال وزيتون وتفاح وتبوغ وخضار وفواكه متنوعة ?! نعرف أن هذه المنتجات خاضعة للعرض والطلب وأنه لا يمكن اعتبارها محاصيل استراتيجية ,والمطلوب أن تقوم الحكومية بالتشجيع على انتاجها بتخفيض أسعار مستلزمات الإنتاج من أسمدة وبذور وضرائب ري وتحقيق تنمية مستدامة في الريف ..لأن من يمتلك الغذاء يمتلك قراره السياسي وكرامته .. وهذا في مصلحة الوطن والمواطن والحكومة ,ونحن قادرون على المنافسة عالميا في المجال الزراعي فقط ولا أحد يستطيع أن يغلق أسواقه في وجه الغذاء الذي يزداد الطلب عليه . عذرا.. -الحكومة المطالبة بالحلول ,مطالبة بقراءة كل ما يجري قراءة صحيحة ,لتكون المعالجات صحيحة ,وهذاه القراءة يجب ألا تظل سياسية بل يجب أن يختلط السياسي بالاقتصادي بالرؤية العلمية . حديث السيد رئيس مجلس الوزراء في مجلس الشعب عن الأزمة ,وعن النية لرفع الرواتب والأجور ,أمر جيد ولكن كان عليه أن يسهب في عروض رؤية الحكومة بخطوات المعالجة ,وهذا لا ينحصر فقط في ارتفاع أسعار المنتجات النفطية التي يرى أن الدعم المخصص لها يتعدى ال(400) مليار من موازنة لا تتجاوز ال(600) مليار ..ومع ذلك الحكومة مطالبة أن تتجاوز الأنين إلى العمل ,لتفعيل الحالة الاقتصادية في سورية ,ولكن ليس بتشكيل اللجان كما أجاب النائب الاقتصادي في بداية الدورة الثالثة للمجلس لبحث انعكاسات الأسعار العالمية على أسعار المواد الغذائية عندنا فسورية تمتلك كل مقومات النجاح لمن أراد النجاح ..قيادة سياسية بقيادة الرئيس بشار الأسد أكدت طوال سنوات التصحيح والتطوير أنها قيادة ملتزمة بقضايا الناس والوطن وأن المواطن السوري والعربي يشكل محورها ولدينا شعب منتج ومبتكر ومبدع إ ن وفرت له مناخات الإبداع وله خصوصية وطنية وعروبية تجعله في الموقف الممانع دائما لا يساوم أبدا على قيادته ووطنه وعروبته ,والأحداث تؤكد ذلك ,ولدينا خيرات كثيرة ,فسورية مؤهلة بأن تكون بلدا زراعيا منافسا ,والمستقبل للبلدان الزراعية التي تستطيع أن تتعامل مع عناصر قوتها الزراعية بعقل علمي ,وليس بعقل متخلف ,ومن هنا تستطيع الحكومة أن ترسم سياساتها الاقتصادية الناجحة على المدى القريب والبعيد على تلك الرؤيا . أعود إلى العنوان (تفاءلوا ) .. لأقول مرة ثانية تفاءلوا لأ ن السيد الرئيس وجه الحكومة للاهتمام بعيش المواطن وكرامته وتحسين ظروفه وعدم المساس بلقمة عيشه وضرورات حياته ,أنا على اعتقاد أن الأزمة ستمر بالرغم من تصاعد غبارها محليا وفي كل مكان لأن سورية تمتلك كل مقومات التطور ,ولكن هذا التفاؤل يتطلب من الحكومة ومن المسؤول عامة ومن المواطن عامة الارتفاع إلى مستوى التحديات والعمل والوقوف في وجه كل ظواهر ومظاهر الفساد والإفساد . |
|