تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد انتهاء تصوير (فانية وتتبدد) ..نجدة انزور : ركزنا في الفيلم على المفاهيم المغلوطة التي تؤثر على المجتمع

فنون
الثلاثاء 1-12-2015
الوجع الذي حل بالسوريين ، الألم الذي نخر عميقاً في الروح ، الارادة على الاستمرار والمضي قدماً رغم كل الظروف ، كلها عناوين عريضة حملها الفيلم السينمائي (فانية وتتبدد) الذي انتهى المخرج نجدة انزور من تصويره مؤخراً ،

كاشفاً من خلاله خفايا تُطرح للمرة الأولى ، مقدماً مجموعة من الرسائل الهامة إيماناً منه أن للفن دوره في التأثير والتغيير ، متناولاً الحرب الدائرة في سورية عبر حكاية تحمل بعداً انسانياً وتلامس الواقع بحرارته ، تجري الخيوط العامة لأحداثها في قرية تضم أطيافاً متنوعة من السكان ، تدخل إليها (داعش) فنتابع ما تفعله فيها ولكن لا يلبث أن يتم تحريرها .‏

الفيلم نص هالة دياب ونجدة أنزور ، سيناريو ديانا كمال الدين ، تمثيل : فايز قزق ، زيناتي قدسية ، هناء نصور ، بسام لطفي ، رباب مرهج ، علاء القاسم ، أمية ملص ، حسام عيد ، مجد فضة ، عادل حسون ، رنا شميس، علي بوشناق ،عروة العربي والطفلة إيمي فرح ، مدير إنتاج فايز السيد أحمد ، مدير الإضاءة والتصوير يزن شربجي ، الصوت أسامة فوزي أيوب ، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع مؤسسة نجدة أنزور للإنتاج الفني .‏

بين التطرف والوسطية‏

في حديثه لصحيفة الثورة يؤكد المخرج نجدة انزور أن فيلمه الجديد يندرج ضمن إطار مشروعه الذي قدم خلاله العديد من الأعمال ، وحول ما كانت كاميرته تبحث في الفيلم ، يقول :‏

هي ليست عملية بحث وإنما عملية تأكيد على مسلمات موجودة ولكننا نتجاهلها دائماً ، فهناك تفسيرات مختلفة لمفاهيم الدين ، وقد ركزنا في الفيلم على الصراع بين التطرف والوسطية الموجودة في الدين ، والمفاهيم المغلوطة التي تؤثر على المجتمع التي كان لها الاثر في دمار البلد ، وبالتالي نحن نوجه رسالة بأن الدين ينبغي أن يكون مرتبطاً بحالة روحية وانسانية مرتبطة بالخالق وليس له علاقة بالحياة الاجتماعية ولايدخل في تفاصيل الحياة وخاصة في السياسة والثقافة لأن لذلك تأثيرات سلبية كثيرة ، فلنأخذ ما يفيد المجتمع ونتخلص مما هو دخيل على الدين والمجتمع .‏

ـ هذا الكلام سبق وقدمته ضمن أطر مختلف في العديد من الأعمال ، فهل للفن القدرة على التأثير بالمجتمع ؟‏

بالطبع ، فقد استطعنا التأثير منذ أعمالنا الأولى ، لايمكن أن تؤثر على الجميع ولكن تؤثر على أشخاص مؤثرين في المجتمع ويمكن أن يُحدثوا هذا التغيير المطلوب . وفي الفيلم نقدم (داعش) على غير ما قدمت نفسها من خلال أدواتها وأساليبها الاجرامية وما يعرضونه من أفلام على (اليوتيوب) ، لأننا لو فعلنا ذلك فلا نقدم جديداً ، لذلك قدمناها كما أراها كفنان ، وهذا هو الجديد الموجود في الفيلم ، أي أننا نقدم مفاهيمها كما نراها نحن السوريين من وجهة نظر فنية .‏

ـ إلى أي مدى يعتبر الفيلم مباشراً ؟‏

الفيلم فيه مباشرة لأمور بديهية ينبغي أن تكون مباشرة ، وفيه أمور تحتاج إلى تفكير ، فآخر كلمة يقولها الممثل قبل إغلاق الشاشة عندما ينظر باتجاه المشاهد هي كلمة (فكّر) .‏

ـ الكثير من الأفكار الاشكالية تُطرح في الفيلم ، فهل سينجو ؟‏

ليس مهماً ، فالمهم أن ننجز العمل ويعرض ، وكما أن هناك من يرفض هذه الأفكار وهناك من يقبلها . وأرى أنه في أزمتنا الكبيرة ينبغي أن نكون منفتحين على بعضنا البعض ونقرأ ما حدث بشكل مستفيض ونحلله لنخرج بنتائج ، فهناك مشوار طويل وصعب بعد الأزمة والحرب ، لا بل هناك أزمة أخرى هي أزمة اجتماعية ، لذلك ينبغي أن نعيد اللحمة للمجتمع ، كما علينا العودة للواقع ، والواقع يقول إنه بعد ما مررنا به ينبغي أن نبحث عن فكر إنساني جديد يمكن ان ينجينا ويجعلنا نبني دولتنا ونلحق بالركب الحضاري .‏

ـ ما السبب الذي استوجب أن يكون الفيلم من إنتاج مشترك ؟‏

كانت أفضل طريقة لنستطيع الحصول على تقنيات مهمة من الخارج وبالوقت نفسه نستفيد من الامكانيات الانتاجية الكبيرة التي تقدمها المؤسسة العامة للسينما ، وبهذا التزاوج نصل إلى الفكرة الأساسية التي نريدها .‏

ـ يقدم الفيلم مجموعة من النماذج لمن تأذوا من الحرب ( تهجير ، سبي ، قتل .. ) فعندما يرى الفيلم من عاشوا هذه اللحظة حقيقة ، هل سيرون أنفسهم من خلاله ؟‏

لا يحكي الفيلم عن الخيال وإنما عن الواقع ، فكل أحداثه حقيقية ، هو مُجتزأ من المجتمع ولا يمثل المجتمع كاملاً وإنما يمثل شرائح منه ، برؤية كاتب ومخرج .‏

بعد إنساني‏

(الهدف أن نُظهر داعش من الداخل ونركز على القصة الانسانية في الفيلم..) هذا ما أشارت إليه كاتبة السيناريو ديانا كمال الدين ، التي أكدت أنه من المُفترض أن يرى الناس أنفسهم في الفيلم فهو لم يُكتب من الخيال ، تقول : لكي تكتب مشهداً عليك العودة إلى الكثير من المراجع والوثائق ، وأن تعرف كيف يتكلمون لتستخدم اللغة نفسها ، وبالتالي من هو في داعش سيرى نفسه ، ومن هو على الطرف الآخر سيرى نفسه أيضاً .‏

ـ ما سبب تواجدك الدائم في موقع التصوير ؟‏

منذ بداية كتابة السيناريو كان هناك نقاش مستمر مع المخرج نجدة أنزور لنطوره ويظهر بالشكل المطلوب ، وكانت هناك الكثير من المقاطع التي تضم أحاديث وآيات قرآنية وغالباً يحفظ الممثل الدور ولكنه لا يعرف خلفية الكلمة التي يقولها ، فأحياناً استبدال كلمة مكان أخرى يضر بالمشهد كثيراً ، ومن الصعب تصحيح ذلك أثناء المونتاج ولكن الأمر يكون أسهل أثناء التصوير .‏

ـ هل يمكن للفيلم أن يخرج للواجهة إلى خارج سورية ويتم استقباله ؟‏

المفروض أن يكون الفيلم عالمياً وسنسعى للتسويق العالمي ، وقد كان التركيز في السيناريو أن نقترب من جميع المحاور التي تهم الغرب ، والمفروض أن يتلقف الغرب الفيلم ، فهو يحوي قصة انسانية عالية المستوى كما أن هناك تركيزاً على البعد الانساني عبر الطفلة والأم التي تحاول ان تحارب بأي شكل من الأشكال كي لا تخسر ابنتها فهي تمثل الإسلام المعتدل وهو ما تربينا عليه ، هي تواجه الأمير بعلمها وذكائها ، وهناك محور الرجل المسيحي الذي كان أمامه إما أن يُقتل أو يدفع الجزية أو يصبح مسلماً .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية