|
مشاكسات- فنون خاصة في ظل الاسترخاص الذي يمارسه بعض المنتجين ، حيث يكلفون الكاتب بإنجاز شبه نص وهو يرضخ للمطلوب إما لضعفه أو لضعف الأجر الذي يتقاضاه (أي إنه ينجز نصاً على مقاس الأجر) على أمل أن تُملئ الفراغات ضمنه أثناء التصوير من خلال ارتجال يقدمه شبه مخرج وعندما يحين موعد دوران كاميرا التصوير ظناً منه أن ما يُقدمه سيشكل طفرة في عالم الابداع ولكن النتيجة تأتي ثرثرة تضاف إلى الثرثرة الموجودة أصلاً في النص فيضيع الممثل بين نص غائب وكاميرا ضائعة فيحاول الاجتهاد قدر الامكان او الاستسلام للحالة وهو يدعو في قرارة نفسه أن يكون موعد (قطع الكهرباء) حين عرض العمل !. مما لا شك فيه أنه أكثر ما بات يشكل تهديداً حقيقياً للعمل الدرامي اليوم هو (النص) الذي يُعتبر حجر الأساس فيه ، حيث ظهر في العديد من الأعمال ما يعانيه من ضعف لا بل كانت واحدة من أبرز سماته الاستسهال والسرعة ، قد نجد في عمل موقفاً قوياً هنا أو حدثاً هاماً هناك أو خطاً ثانوياً جاذباً وسط مجموعة خطوط رئيسية فلتت من بين يدي الكاتب ، ولكن هذا لا يكفي ولا يبرر أن تتحول هذه الثرثرة إلى مسلسل مؤلف من ثلاثين حلقة ، لا بل هناك أعمال ظهرت فيها شخصيات وغابت دون أن نعرف لماذا والترجيح أن الهدف الأساسي تطويل وشط ومط المسلسل مما يؤثر على البنية الدرامية ككل ويُظهر النص مهلهلاً . لا بد من توجيه الأنظار إلى أهمية بذل جهد ووقت أكبر في كتابة النصوص ، خاصة أن هناك من بات كتاجر الشنطة يُخرج النص الذي يلائم السوق فكله موجود وبجرة قلم يمكن أن يحوّل العمل الشامي إلى مودرن والكوميدي إلى تراجيدي، وكله حسب الطلب ، وهنا عندما يتم التفكير بهذه الطريقة من بعضهم من المؤكد أنهم بشكل أو بآخر سيسيؤون للكتاب كلهم وللدراما السورية لأنهم بالنتيجة يقدمون أعمالهم تحت رايتها . ومما لا شك فيه إن بات من الضروري الابتعاد عن استسهال الكتابة لأنها فعل إبداعي خلاق ، ولنعترف أنها مهنة لن يستطيع أياً كان أن يجيدها ، ولنتذكر المثل القائل : أعط الخباز خبزه .. |
|