تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اللاجئون السوريون في دائرة الخطر بعد أحداث باريس الدامية

عن موقع Information Clearing House
دراسات
الثلاثاء 1-12-2015
ترجمة : غادة سلامة

بعد الهجمات الارهابية الاخيرة والتي هزت العاصمة الفرنسية باريس منذ اسبوع ونصف واثرت على اوروبا تأثيرا كبيرا لا يمكن بعدها نسيان ما حدث فأوروبا بعد احداث باريس ليست اوروبا قبلها هكذا يقول مارجوري كوهن في مقالته في صحيفة انفورماشن كليرنك هاوس

فغيوم نوفمبر الفرنسية عمت ارجاء القارة الاوروبية قاطبة وحركت الرأي العام العالمي ضد الارهاب ومرتكبيه ومؤسسي الجماعات الارهابية المرتبطة بالقاعدة وبتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش كما اججت احداث فرنسا الاخيرة مشاعر الكراهية والحقد لدى الأوروبيين ضد العرب وضد المسلمين في كافة ارجاء المعمورة وكان بالفعل كبش الفداء الحقيقي لتلك الاعمال كما يقول كوهن اللاجئين السوريين والمهاجرين العرب القدامى والجدد الى اوروبا والى الولايات المتحدة الامريكية فالجميع في اوروبا وامريكا خاصة من الناس العاديين اصبحوا يكنون الكره للعرب وللمسلمين ويخافون التعامل مع الجاليات العربية الموجودة على اراضيها، فاللاجئون السوريين الفارون من العنف في بلادهم اصبحوا ايضا موقع شبهة في اوروبا وكبش فداء للإرهاب مرتين كما يقول الكاتب فأول مرة عندما فروا من العنف والقتال الدائر في مدنهم وبلادهم ومرة ثانية عندما عزلهم الاوروبيون ومنعوهم من الاختلاط بمجتمعهم بل حتى منعهم من التجول والخروج من منازلهم الا بإذن الدول المستضيفة لهم وذهبت الولايات المتحدة الامريكية الى ابعد من ذلك عندما اعلن اعضاء الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الامريكية كرههم الكبير للاجئين السوريين وطالبوا دولتهم بمنع دخول ورفض اي لاجئ سوري يدخل الى اراضي الولايات المتحدة الامريكية حيث انضم الى الجمهوريين في رفضهم وجود اللاجئين السوريين في امريكا ايضا عضو الحزب الديموقراطي ماغي نيوها ميشاير ودعا الولايات المتحدة الاميركية الى رفض قبول أولئك الفارين من سورية كما كتب حاكم ولاية تكساس الامريكية غريغ ابوت في رسالته التي بعثها الى الرئيس الامريكي باراك اوباما وقال فيها حرفيا : انا اكتب لأحيطكم علما سيدي الرئيس بأن ولاية تكساس لن تقبل استقبال اي لاجئ سوري قادم من سورية في اعقاب الهجوم الارهابي القاتل الذي عكر صفو سماء مدينة باريس الجميلة . اما النائب الجمهوري عن ولاية تيمبسي ورئيس مجلس النواب عن تجمع الجمهوريين فدعا الحكومة الامريكية لاعتقال اللاجئين السوريين على الفور وطالب الرئيس الامريكي باراك اوباما بإصدار قرار بمنع السوريين من دخول الولايات المتحدة الامريكية وقال ايضا نحن بأمس الحاجة اليوم لتنشيط الحرس الوطني لولاية تيمبسي وذلك من اجل ايقاف اللاجئين السوريين ومنعهم من دخول الاراضي الامريكية بأية وسيلة كانت فلا يمكن لأي بلد او أي حكومة اتحادية يقول حاكم ولاية تيمبسي ان تستقر اوضاعها مادام اللاجئون السوريون وغيرهم على اراضيها مع ان قانون حقوق الدول يسمح بالهجرة واللجوء ففي عام 2012 اعلنت المحكمة العليا في ولاية اريزونا ان حكومة الولايات المتحدة الامريكية لديها صلاحيات واسعة في موضوع الهجرة .‏

ولاشك ان موضوع الهجرة ووضع الاجانب في امريكا بات على المحك الان بعد احداث فرنسا الاخيرة فقد تحدث القاضي انتوني كينيدي مؤخرا على احدى محطات التلفزة الاميركية موجها كلامه للأغلبية من الشعب الامريكي قائلا بأن اعادة اللاجئ الاجنبي الى بلاده ممكن ان يعتبر تصرف غير لائق لان بلده قد تكون غارقة في حرب طويلة الامد كما انه سيترتب على اعادة اللاجئ الاجنبي الى بلاده مضار كثيرة عليه وعلى ذويه لكن كما قال القاضي كنيدي يمكن للدولة الامريكية وللكونغرس الاميركي استباق الامور لأننا في دولة تحترم القانون الدولي كما يقول كينيدي ويمكننا وضع نظام وقانون شامل وموحد لتتبع ومحاسبة اللاجئين الاجانب والمهجرين داخل حدود الامة الامريكية فمنذ عام 1980 منح قانون اللجوء للسلطة التنفيذية في الولايات المتحدة الاميركية واعطاها صلاحيات كبيرة في التحكم بعدد اللاجئين ومنع اي لاجئ من دخول امريكا اذ استدعى امن الامة الاميركية ذلك وعلى الرئيس الامريكي كما يقول انتوني كينيدي وضع قانون فوري للحد من ازدحام اللاجئين الاجانب على اراضي الولايات المتحدة وهو موجود ولكنه غير مفعل لان استقبال اللاجئين يتناسب طردا مع مصلحة الولايات المتحدة الامريكية فالرئيس الامريكي باراك اوباما قال في بداية هذا العام انه وادارته اعدوا خطة لاستقبال عشرة الاف لاجئ سوري وان اغلاق الباب في وجوه اللاجئين الهاربين من الحرب اليوم وبعد احداث باريس المروعة كما يقول اوباما لدى اجتماعه بأعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ هو خيانة للقيم الانسانية وتناسى الرئيس الامريكي كما يقول الكاتب الدور السلبي للولايات المتحدة الاميركية في مشكلة الصراع والحرب الدائرة في سورية ومساهمة امريكا السيئة في تأجيج وتفعيل واستمرار الحرب في سورية من خلال تسليح ودعم الفصائل المسلحة هناك وعدم مساهمة الولايات المتحدة والحكومة الاميركية فعليا في ايجاد حل للازمة التي عصفت بالبلاد منذ خمس سنوات فأوباما الذي دافع عن سياسته ادارته امام مجلس الشيوخ والكونغرس قال انه لا يمكن للولايات المتحدة رفض دخول اللاجئين الى اراضيها ويجب السماح للاجئين السوريين وغير السوريين من فئات عمرية معينة كالشباب والاطفال والاكاديميين كي تستطيع الولايات المتحدة الامريكية الاستعانة بهم في تطوير الاقتصاد وتوفير اليد العاملة في كافة انحاء امريكا واعادة توطين اللاجئين بما يخدم مصالح امريكا . حيث يجري الفحص الامني للاجئين السوريين من قبل العديد من الوكالات الفيدرالية في كافة انحاء امريكا بما في ذلك وزارة الامن الداخلي الامريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي والمركز الوطني لمكافحة الارهاب ومجلس الامن القومي . وهو عملية مضنية ومخيفة وتستغرق ثلاث سنوات ولكنها في اي حال من الاحوال تطمئن الشعب الامريكي الخائف من الارهاب على وضع هؤلاء اللاجئين الموجودين في امريكا .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية