تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يوم عالمي وأيام محلية

عين المجتمع
الثلاثاء 1-12-2015
لينا ديوب

دون مقدمات يمكننا القول نحن النساء والفتيات، لا نريد شعارات من الأمم المتحدة، ولا من الحكومات، ما نريده إجراءات وتصرفات، سياسات قابلة للتطبيق في أطر قانونية واضحة.

يمر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء للسنة الخامسة على التوالي، ونعاني في بلدنا سوريا رجالا ونساءا» ، مختلف أنواع العنف المعروفة والتي صنفتها الأمم المتحدة والتي لم تصنفها، وليس آخرها أن الرجال والنساء في أقفاص الارهابيين.‏

تعرضت كما غيري من النساء، من أكثر من شكل من أشكال العنف، النفسي أو اللفظي وحتى الجسدي، لأنني في مجتمع لم ينتف منه العنف ضد المرأة، لكن نحن جميعا نحتاج اليوم لعمل خارق، لصرخة توقف العنف بوجه الإنسان من رجل وامرأة ، كلانا تقتله الحرب وتهدم بيته وتشرد أسرته، كلانا يعضه الفقر، وكلانا يدفع مالا يطيق من أثمان العادات والتقاليد، والتفسير الخاطىء للدين والتشريعات الجائرة، وفوق ذلك كل منا عدوٌ للآخر، المرأة عدوة للرجل ، والرجل عدو للمرأة، وكأن للمجتمع سلطات خفية تريد العداوات قائمة لتبقى متفردة بسلطاتها.‏

إن كان هناك يوم عالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، نريد بقية أيامنا سلوكا سلميا، يؤسس يوميا لحياة مشتركة خالية من العنف، سواء أكان جريمة شرف، أو زواج مبكر، أو حرمان من التعليم. فالشرف ليس بجسد المرأة وانما بعقلها، والزواج ليس تناسل وانما أمومة وأبوة، والمعرفة نور وانفتاح على الحياة، وعلينا جميعا نساء ورجال العمل لتحقيق كل ذلك دون اصطفاف وراء ما يكرسه المستفيدين من السلطات المعلنة والخفية في المجتمع، وفي السياسة والاقتصاد. الذكر ليس عدو الأنثى، والأنثى ليست في جبهة ضد الذكر، والذكورة والأنوثة موجودتان في كل امرأة وكل رجل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية