|
ثقافة يتناول الكتاب ثلاث قضايا رئيسية... يقوم أولاً، بتقديم تفسيرات مبتكرة لواقعيين كلاسيكيين كبار مثل كار، مورغنتاو، ونيبور تحديداً. وهكذا فهو يساهم في كتابات متنامية ظلت دائبة على إلقاء الضوء على التاريخ المعقد للتفكير السياسي الواقعي في القرن العشرين...
ويعمد ثانياً إلى توسيع العدسة التي تُستخدم عادة لمعانيه الواقعية، عبر التعرف إلى أنماط من التشابه والتباين في كتابات حنه آرندت، مارتن هايدغر، وليو شتراوس، بين آخرين.... ثالثاً وأخيراً، استكشاف مدى قدرة الواقعية في النقاشات المعاصرة الدائرة في إطار نظرية السياسة (الدولية). وجاء في بداية الكتاب أن الواقعية عبارة كثيرة المعاني, موظفة هي بطرق مختلفة ومتناقضة أحياناً في مجال الفن, الأدب, نظرية المعرفة, القانون, ماوراء الطبيعة... وهذا السّفر يتولى مهمة استكشاف الواقعية نمطاً من انماط الفكر السياسي أو أطروحة في هذا الفكر... أن نكون واقعيين يعني باللغة اليومية الدارجة, أن تتخذ موقفاً معيناً من العالم, أن نركز اهتمامنا على الأبعاد الأبرز لأي وضع معين, سواء أكانت متناغمة مع تفضيلاتنا أو رغباتنا أم لا, ينم ذلك عن إرادة, بل قابلية الإمساك, بذلك الواقع, مهما كان احتمال فهم هذا الواقع ودون الانخداع بالسراب. يوحي الأمر أيضاً بالحذر من الأجوبة السهلة كما في النزعة التفاؤلية اللاتأملية, ويواصل هذا الإحساس فعله في السياسة إذ ينطوي على أصداء رنانة ولكنها متناقضة. |
|