تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحالة الوطنية 5

خط على الورق
الثلاثاء 1-12-2015
أسعد عبود

صديقي القارئ .. أنا ابحث عن دعمك... بالتفاهم مبدئياً والفهم لما أنا بصدده، من خلال الفرص المتوفرة لي عبر وسائل الاتصال وما أكثرها وأغناها في زماننا هذا !!... ما أحسنها و ما أسوأها أيضاً !!... هي مثل أي اكتشاف علمي يوضع في التطبيق بغرض خدمة الحياة. فتراه من جانب استُغِل لتخريب و تدمير الحياة ..

و من جانب آخر كان رائعاً بجد، روعة التواصل الذي اتاحه تطور الاتصالات في العالم الذي يصح أكثر من أي نشاط آخر لرسم خط تطور البشرية.‏

لست بصدد تقديم بكائية عاطفية شاعرية حول سورية وما حل بها يوحي به عنوان هذه المقالة. بل هي محاولة للإمساك بخط ما يتمسك به آخرون تتيح فرصة لجمع بعض معالم و ثقافة ورغبات المجتمع السوري. سورية الأهم الأكبر اليوم .. هي بالتأكيد الأرض .. لكن الأرض مصادرة في أجزاء كبيرة وكثيرة منها. وإلى أن يتم جمع شظايا الوطن السوري ومواطنيه و توحيده و وضع عجلاته على السكة ليمضي من جديد لا بد من شيء نقوم به ، لعله يحفظ بعض الروح السورية المتميزة من التبخر.‏

يعني ... لنعمل اليوم على سورية التي في الوعي و الذاكرة و الروح قبل أن يتحول الوعي و تتراجع الذاكرة و تغادرنا الروح. هي ذي سورية المبعثرة وتحتاج لروابط و جهود تجمعها و تربطها كي نحفظها من الزوال.‏

بتقديري إن سورية المحفوظة في العقل والروح والذاكرة الطازجة والقديمة، تشغل وعي النسبة الغالبة من السوريين متعددي الانتماءات رغم كل ما جرى ويجري ... ورغم كل ما نقرأه ونسمعه عبر وسائل الاتصال من عبارات و تنظيرات مؤذية للعقل الروح. أعلم جيداً أن أزمتنا هي ابنتنا.. ابنة بطرنا وتخلفنا وانقسامنا وتوفر اولويات لنا تسبق أولوية الوطن ... طبعاً ليس كلنا و ليس بالمستوى نفسه .. لكن نحن نكون كلنا أو لا نكون... وعلى المنسوب نفسه من العصي والفلقة!. في عقولنا وأرواحنا ما لو جمعناه وفعّلناه سيكون كافياً للمضي ببناء سورية جديدة ، في الروح مبدئياً، لا تترك مجالاً لإعادة إنتاج الأزمة التي لم تنته بعد.‏

إلى الآن أنا أقول: أن عدد السوريين الذين لا أولوية لموقف أو حزب أو دين أو سياسة أو زعيم أو ... أي شيء عندهم على سورية الوطن ... هم أكثرية.‏

اقدر – بالتأكيد – ثقل المهمة التي ادعو اليها لكنني واثق انه حتى إن عملت لوحدي سأضع بحصة في جدار ربما تسند يوماً الجدار كله.‏

عمدت في الآونة الأخيرة إلى نشر مجموعة مقالات هنا تحت عنوان «الحالة الوطنية» تناولت بخطوط عامة مسألة هجرة السوريين و متابعاتها. و وددت أن أصرح :‏

هذا الدم النازف بشراً من الشرايين السورية يلطخ جدران العالم هو دمنا المهدور ... فليس أقل من تتبع مسارات البشر و المصائر. و سأحاول أن استمر بشكل أكثر تفصيلاً و تدقيقاً و علماً و معلومات.‏

على الفيسبوك ، و قد كنت غالباً متأخراً في استخدام ميدان التواصل العظيم هذا ... تعمدت نشر صور و تعليقات هي غالباً عاطفية .. من بردى .. من غابات الكستناء في جبل الحلو ... من البحر و صخوره ... و سأستمر رغم أنني غالباً لم أوصل الرسالة التي أردت و هي تقول باختصار: هذه سوريتنا .. فلنتابع اجزاءها و شظاياها دون ملل فإما نحفظها في أرواحنا أولاً و إلا تغيب عن الجزء الأوسع من الخريطة.‏

البعض رآني حالماً ... البعض حسدني على فضاوة البال «الصديق جميل حايك» .. و بيني و بين فضاوة البال .. سنوات ضوئية ...‏

لكنني أشعره ميداناً للعمل يتسع لجهود الكثيرين ... فلنضم شظايا الأرض و البشر .. بالقول على الأقل و هو أضعف الإيمان.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية