تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ذهنية لابد من تحديثها

مابين السطور
الثلاثاء 1-12-2015
حسين مفرج

يوماً بعد يوم تتسع الفجوة بين بعض اتحادات الألعاب والأندية، وذلك حول مصير لاعبينا والأحق في تبنيهم عندما يتربعون على عرش البطولة ويصلون لمرحلة التميز.

فاتحادات الألعاب ترى أنه ليس من حق أي نادٍ ضم البطل إلى صفوفه والاستحواذ عليه رغم ما قد يقدمه له من مكافآت ومشاركات ومستلزمات، لأنها تعتقد أن هذا النادي أو ذاك سيقدم البطل على أنه من صناعته وينسى دورها (اتحادات الألعاب) في اكتشافه وبنائه وتدريبه وصقله، فيما ترى الأندية أنه من حقها رعاية الأبطال وتكريمهم وتطوير أدائهم، ليتابعوا مسيرتهم بنجاح، وأمام هذا وذاك يضيع البطل، فهو يريد تحسين وضعه المادي من جهة ولا يستطيع أن يخرج عن سرب اتحاد لعبته من جهة أخرى .‏

لاشك أن كلا الطرفين يسعى بأنانية المحب لاحتضان اللاعب، لكن اللوم الأكبر يبقى على اتحادات الألعاب التي لم تقرأ بعد ذهنية الاحتراف جيداً، أو أن تستفيد من ذهنية الرياضات المتطورة في العالم، أو حتى من العلاقة التوءم بين بعض ألعابنا وبعض الأندية ، والتطور الكبير الذي شهدته نتيجة اهتمام الطرفين باللاعب والتحسن اللافت الذي طرأ عليه، وكل ذلك لأن الطرفين همهما واهتمامهما الوصول باللاعب لأفضل مستوى دون النظر لمن اكتشفه وصقله ودعمه وكرمه، وإنما لهدف واحد هو رفع علم الوطن عالياً في مختلف المحافل، وهذا ما عمل عليه اتحادا التنس والدراجات منذ سنوات بتوأمتيهما مع نادي المحافظة وقد نجحا بذلك، بعد أن حققا معادلة التوازن الفني والنفسي والمادي للاعب.‏

والأسئلة المطروحة : لماذا لم ترتدِ بعض اتحاداتنا بعد عباءة الاحتراف جيداً ؟ وطالما أن جميع أبطالنا للوطن لماذا لا تبدي تلك الاتحادات حسن نية في علاقتها مع أنديتنا طالما أنها غير قادرة على دعم أبطالها بالشكل المناسب؟ ثم أليس حلمها أن يبقى أبطالها الذين صنعتهم وصقلتهم في قمة ألقهم وعطائهم ؟‏

إذاً وأمام بعض الأذهان المنغلقة لنعترف أننا لازلنا نعيش زمن الهواية، دون النظر لأفق جديد قد يساهم في تطوير ألعابنا ، فهل تستفيد تلك الاتحادات من تجارب الآخرين وعلاقتهم بمختلف الأندية ؟ أم تبقى رهينة أوهام واعتقادات خاطئة؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية